حب وألم

#حب_وألم
في البداية، كانت مجرد نسيان صغير:
مستحضرات التجميل في الثلاجة، المفاتيح في الفرن، نفس الأسئلة تُكرّر مرارًا وتكرارًا.
كنت أظنها مجرد لحظات شرود…
حتى جاء اليوم الذي لم تعد تتذكر فيه اسمي.
عندها، أدركت أن هناك شيئًا أعمق يحدث لأمي.
قال لي طبيب جملة غيّرت حياتي:
«لا تجيب على شخص مصاب بالخرف بالحجج… بل رافقه.»
وفهمت حينها أن غضبي لم يكن منها،
بل مني أنا، من عجزي عن تقبّل أنها كانت تخوض بصمت معركة ضد وحشٍ غير مرئي: الزهايمر.
تعلمت ألّا أصحح لها بعد الآن.
بدأت أغني لها أغنية Cielito Lindo،
أحكي لها نكاتها المفضلة،وأضم لحظات صفائها إلى صدري كما يُحتضن كنز بين اليدين.
رؤيتها وهي تنطفئ شيئًا فشيئًا كان تمزّقًا في قلبي…
لكنني اخترت أن أغمرها بالحب،
حتى وإن لم يعد عقلها يعرف من أكون.
لأن الحب لا يحتاج لأن يُعترف به… كي يُشعر به.
حين رحلت، لم أفقد أمي فقط…
بل فقدت أيضًا المهمة التي أعطت لحياتي معنى: حمايتها.
وكان عليّ أن أتعلم من جديد كيف أجد نفسي… بدونها.
واليوم، في كل مرة أحلم بها،
جالسة على الأريكة، تسألني عن وقت بدء الفيلم…
أعلم أنها لا تزال هنا.
في كل ذكرى… لم يستطع الزهايمر أن يمحوها.
#وقائع_الشارع_العربي