الطفلة الغريبة

#قصه-حقيقية
نشرت جريدة أخبار اليوم في 30 سبتمبر عام 1973 التفاصيل الكاملة لقصة طفلة أيطالية في العاشرة من عمرها جاءت إلي القاهرة.. ونزلت فندق شبرد تحت إسم روسانا كارملليني بتاريخ ٢٤ فبراير ١٩٣٨.. ولم يكن هذا هو أسمها الحقيقي..
لقد طردها موسوليني هي وأمها وأباها بتهمة الإشتغال بالسحر الأسود..
ولم يكن سحراً لا أبيض ولا أسود وأنما هي طفلة لها خصائص غريبة.. لا أحد يعرف من أين جاءتها..!!!
ولا ما الذي تصنعه بهذه الصفات التي تخيف الناس.. أو تضايق الحكومة..
مثلاً.. عندما ذهبت الي البنك التجاري في ميلانو راحت ترفع صوتها بأسماء الناس الواقفين أمامها في الطابور وأرقام شيكاتهم والمبالغ التي يستحقونها.. وراحت تقول: هذا الشيك مزور.. هذا إمضاء مزور.. هذا الرجل قتل أمه وسرق أموالها وجاء ليودعها.. الجريمة تمت صباحاً.. إن إسمها كذا.. وزوجته إسمها كذا…
وكان الناس يلتفتون ليروا الفتاة الصغيرة وكانت وحدها.. ويلقي البوليس القبض عليها وأرسل في طلب والديها.. وليس عند أبويها ما يقولانه.. فهما مثل كل الناس في دهشة..
وجاء قساوسة مدينة ميلانو يسألون.. وهل ظهرت عليها هذه الكرامات وهي صغيرة.. ويقول الأبوان.. لا نعرف بالضبط.
ولكن زملائها في المدرسة يعرفون هذه الكرامات الغريبة..
وكان ناظر المدرسة يعتقد أول الأمر أن هذه الطفلة.. تسرق أسئلة الأمتحان أو أنها تضع أذنيها علي غرف المدرسين.. أو أنها على اتصال ببعض السحرة أو العفاريت!!
وفي بعض الأحيان حبسوها.. تماماً مثل ما حبسوا الموسيقار العبقري #موتسارت وهو صغير.. ثم أخذوا يفتحون عليه الباب فجأة ليروا إن كان هناك بعض العفاريت التي تساعده على تأليف الموسيقى..!
ولم يجدوا هذه العفاريت لا مع الموسيقار.. ولا مع هذه الطفلة.. ولكن الشكوك ظلت تطاردها في كل مكان وتطردها من كل بيت.
كان لدى تلك الطفلة قدرة باهرة على علاج اي مرض بأستخدام أهرامات ورقية تضعها علي راس المريض!
وقد ذهبت لشفاء قسيس قريب لها واستخدمت هرم صنعته من صحيفة ورقية ووضعته على رأسه.. ثم راحت تدور حوله وتلمسه في رأسه وبطنه.. وترتجف وتتصبب عرقاً.. ثم تضغط برفق علي صدره ومعدته.. ثم تقف إلى جواره على السرير.. وتضع يديها الإثنتين فوق الهرم وتظل هكذا دقيقة.. ثم دقيقة.. ومضت عشر دقائق والكل يتفرج في هدوء ونفاذ صبر.. وجف عرق الفتاة.. وإذا بالرجل يذوب عرقاً.. ثم إذا به ينهض من فراشه ويعانق الفتاة.. ويطلب من الجميع أن يصلوا شكراً لله وأن يتباروا في تقبيل هذه الفتاة المقدسة..
ولكن عندما ذهبت الفتاة لشفاء أحد السياسين في مدينة نابلي الذي كان خصماً لموسوليني وغير راضي عنه ويأمل في وفاته قريباً.. لكن الفتاة عاونته علي الشفاء من مرضه.. وهذا ما أغضب موسوليني وطردها.. ونشرت الصحف أن الفتاة ووالديها يعملون في السحر الأسود ويعبدون أرواح المصريين القدماء..
لم تكن هذه الفتاة أتت مصر لكنها تجيد اللغة المصرية القديمة ؛ وعندما أتت مصر يقال أنها تسلقت الهرم واختفت.. ويقال أنها دخلته ولم تخرج.. ويقال أنها عادت للبيت ولكن حدث شيء غريب فقد قام والديها يصرخان من كابوس واحد..
كانت ابنتهما تسقط من فوق الهرم وتختفي.. فقاما لغرفتها ولم يجداها.. اختفت الفتاة للأبد ولم يسمع عنها احد..““
أيضاً القصة ذكرت في كتاب أرواح وأشباح للكاتب أنيس منصور.
جورج بشره #وقائع-الشارع-العربي