تحطم الطائرة

#قصة_الفتاة الناجية من حادث طائرة .
في عام 1971، كانت جوليان كوبكي، فتاة ألمانية تبلغ من العمر 17 عامًا، على متن طائرة مع والدتها، متجهة من ليما عاصمة البيرو، إلى مدينة بوكالبا.
كانت الرحلة تبدو عادية حتى دخلت الطائرة فجأة في عاصفة رعدية شديدة.
بدأت الطائرة تهتز بعنف، ولم يمضِ وقت طويل قبل أن تضربها صاعقة قوية، مما أدى إلى انفجار في أحد الأجنحة وانقسام الطائرة إلى قسمين في الجو! فجأة، وجدت جوليان نفسها تسقط من ارتفاع 3 كيلومترات في الهواء وهي لا تزال مربوطة بمقعدها.
بشكل معجزي، نجت جوليان من السقوط، حيث أدى الغطاء الكثيف من الأشجار في غابات الأمازون إلى تخفيف حدة ارتطامها بالأرض. عندما استعادت وعيها، اكتشفت أنها مصابة بكسر في الترقوة، وجرح عميق في ذراعها، وعينها اليمنى متورمة بشدة، لكنها كانت الناجية الوحيدة من الحادث.
وسط الغابة المظلمة والمليئة بالحيوانات المفترسة، كان على جوليان الاعتماد على مهاراتها التي تعلمتها من والديها العالمين في علم الأحياء. كانت تعرف أن الماء العذب هو مفتاح النجاة، لذا بدأت تمشي بمحاذاة نهر صغير، معتقدة أنه سيقودها إلى الحضارة.
أثناء رحلتها، كانت تتغذى على الفاكهة البرية والقليل مما تجده في الطريق. كانت تعاني من الجوع والإرهاق والعدوى بسبب جرحها المفتوح الذي امتلأ بالديدان..ومع ذلك، استمرت في المشي رغم الألم.
بعد 9 أيام من المشي المتواصل، وصلت جوليان إلى كوخ صغير مهجور تستخدمه مجموعة من الصيادين المحليين.
هناك وجدت وقود الطائرات وسكبته على جرحها لقتل الديدان، متحملة ألمًا لا يصدق. بعد فترة قصيرة، عاد الصيادون ووجدوا الفتاة في حالة يرثى لها، فقاموا بمساعدتها وأخذوها بالقارب إلى أقرب قرية، حيث تم نقلها إلى المستشفى.
عادت جوليان إلى ألمانيا بعد شفائها، ودرست علم الأحياء لتكمل مسيرة والديها.
قصتها ألهمت العالم وتحولت إلى فيلم بعنوان “Wings of Hope”، من إخراج المخرج الأسطوري فيرنر هيرتسوغ، الذي كاد أن يكون هو نفسه ضحية لحادث تحطم طائرة في نفس المنطقة قبل سنوات.
#جوليان كوبكي لم تكن مجرد ناجية، بل كانت مثالًا للصبر والقوة في مواجهة المستحيل. قصتها تذكرنا بأنه حتى في أحلك اللحظات، يمكن للإنسان أن يجد طريقه إلى النجاة إذا امتلك الإرادة والعزيمة.
هل كنت ستنجو لو كنت مكانها؟ شارك رأيك في التعليقات!
علي صلاح الجابري #وقائع_الشارع_العربي