قصص من الواقع

لو كنت مكاني ماذا ستفعل؟

#أحد الآباء طلب منه أولاده أن يرضى عنهم..

يسألكم لو كنتم مكانه هل سترضون عنهم ؟

جوابكم بعد سماع #قصته ..

يقول :

أمضي شهر رمضان وحيدا عاجزا مثقلا بالأمراض التي تحد كثيرا من حركتي
أتفقد هاتفي لعله قد استقبل مكالمة ولم أحس بها فلا أجد من ذلك شيئا.

خلفت ثلاثة شباب وأختهم.. خلفوا أربعة عشر حفيدا معظمهم في الجامعات
أغلب هؤلاء الأحفاد قضى معظم طفولته على أكتافي متجولا مابين #ديزني لاند #باريس #لندن #وميلانو.
أفنيت شبابي في تدليل آبائهم وأمهاتهم.
نجتمع على الطعام خمسة عشر فردا بل وأكثر

وفجأة تختفي الضوضاء والأطفال وآباءهم ..

وأرى نفسي صديقا مخلصا لصديقين النوم والنوافذ
وأقسم بالله اصبحت النافذة أعز علي من أولادي كلهم.

تجري زوجتي بعض المكالمات مع صديقاتها المغتربات سواء في أمريكا أو الخليج..

وبسبب كوني فضوليا أتلصص على مكالماتها فأرى أن مكالمة الأهل والسؤال عن احتياجاتهم ضمن البرنامج اليومي لها
تصوروا أن في أمريكا وتركيا والخليج مكاتب تسجل طلب الطعام في هذه البلاد ..

وتتقاضى ثمنه وترسل الطعام من دمشق إلى أهل الصديقة الموجودة في أمريكا

مقارنة:
لي ولد في كندا وهو الأصغر..(عمره أربعون عاما)

يكلمني بمعدل مكالمة في الشهر لم يبارك لي في رمضان حتى الآن وطبعا خلال عشرة سنوات غياب ومع قلة مكالماته ,لم يسألني يوما بجدية إن كنت بحاجة لشيء(جوز جرابات مثلا )

وفي نهاية المكالمة يقول لك(إرضى_علي )وكأن الرضا كمية من البونبون أضعها في جيبي أخرج منها متى طلب مني

وأما الآخر في #إستانبول فيحتاج عشرة أيام حتى يكلمني بهاتف مقتضب ينتهي بجملة سريعة ومتصلة(عاوز شي بابا بخاطرك )

عفوا نسيت أن أقول زارني بعد غياب عشر سنوات حاملا معه أربعة علب سجاير هدية

وأما الكبير فيهم فيكتفي بالسلام علي فقط ..السلام لا أكثر عن طريق رسائل الماسنجر المكتوبةوليست الصوتية

وأخيرا كلهم يطلبون الرضى وأتساءل أنا :

الرضى على ماذا ؟

كل أولادي كانوا شهودا على معاملتي لأمي وأبي رحمهما الله , وأقسم أنهما طلبا مني ذات مرة التوقف عن تقديم الهدايا ولم أكن أرضى أن تدخل بيتي فاكهة أو أي نوع من الطعام الغير عادي قبل أن يدخل بيتهما قبلي بيوم على الأقل.

وأقسم بالله أنني سألت أبي مرة وكان يجلس بجانبي في السياره سألته:

أن يرضى_علي فدمعت عيناه وقال لي :

وهل أنت بحاجة إلى الرضى؟
وحيدا قبيل المغرب أجلس بقرب النافذة وأنتظر المغرب سكون وسكون وافكار سوداء ..

وأتساءل أين أولئك الذين أفنيت كل شبابي ومعظم كهولتي في تدليلهم ..وتدليل نسائهم وأولادهم ؟ أين هم ؟

ويقولون لك في نهاية المكالمة الموسمية : إرضى_علينا_ياوالدي

معن الطائي  #الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى