في باب صلة الرحم زرت أختي..ولما أوشكت ساعة الوداع..
جلس إبنها إبن الأربعة عشرة ربيعا على كرسي قرب الباب وأخوه الصغير متكئ على صدره عمره سبعة أعوام..
وبصوت هادئ خافت إختصر كلامه معي بسؤال:خالي: أخبرني ماذا علمتك الحياة الزوجية؟
حلوها ومرها وكيف للراغبين في الحياة الزوجية أن يتوفقوا؟.
فأعجبت بسؤاله.
وقلت في نفسي كيف سأجيبه وبأبسط كلام.. وليس لي مرجع أعتمد عليه سوى حياتي الزوجية ..
فوجدتني أستحضر الأحداث والوقائع والأسباب:كالغيرة ,كراهية ذوي القربى, سوء العلاقات العائلية..
الحقد و الحسد لتفريق المرء عن زوجه..سوء الظن والتعجيل بالحكم على السيئة قبل الحسنة..
كثرة العتاب والمحاسبة على أتفه تصرف أو خطأ..
وقبل كل هاته الصفات.. قد يكون قلب بعض الأزواج فارغا من نفحات لذة المودة والرحمة..
ومن التحصن بالتوسل لله تعالى لأن يبارك في رحلة العمر والمعاشرة وفي رعاية وتربية الأبناء..
وبعد هذا الذي عرضته علي دواخل نفسي..
حاولت اختصار جوابي لإبن اختي..
فقلت:هناك صفات وسلوكات أساسيةولعلها من أسباب النجاح لتحقيق أحسن نموذج للعشرة الزوجية..
فالمقبل على الزواج بالمقدر له..
وهوقضاء لمن فضل أن يتطهر فيختار إن شاء..أو بما تشاء ت له الأقدارأن لاحق ولاقدرة له بأن يختار ..
وأول هذه الصفات والسلوكات..الإقبال على الزواج متحليا بكل النوايا الحسنة والجميلة..
صابرا على إبتلاءات الأقارب أو الجيران, متسامحا متغاضى عن الجزيئات..
له سعة صدر في الحوار مع لين الكلام و أقوال طيبة , متجنبا العنف اللفظي والبدني..
المعاشرة بالمعروف..التقدير والإحترام المتبادل..
إدخال البهجة والسرور على أهل بيته بهدايا رمزية أومادية..
تنظيم خرجات أو سفر لتغيير مناخ البيت..
التعاون المادي و المعنوي لتحقيق أحسن لحظة تتذوق فيها الأسرة بكاملها لذة السعادة..
فالعبرة والدروس من حياة زوجية عرفت بالصبرو الكفاح ,فكانت نموذجا مسجل على أوراق شجرة العائلة..
هاته يا إبن أختي صورمن صور الحياة الزوجية وقد صورتها لك بكلمات من ثمار زواج تجاوز العمر الذهبي بما يزيد عن ستين سنة .. إلى حدود هذا اليوم من أيام عام 2022ميلادية الموافق لعام 1444 هجرية ..
مع دوام فضل الدعاء بالستر ؛ والبركة؛والمودة. والرحمات الربانية لكل المتزوجين والتيسير للمقبلين..
ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون..
.
جعفر العلوي **الشارع العربي **