إيجار كلية لشراء عقل !!!
يُحكى أنّ صابر صار في حالة إفلاس شديدة،
أن يعير إحدى الكليتين. قالت له زوجته:
– يا صابر، كيف تعير الكلية؟ لماذا لا تبيعها؟
قال لها:
– إنْ أنا بعتها سأقبض ثمنها، وربّما أنتِ والأولاد تصرفون ما أقبض بسرعة البرق، وأكون قد خسرتُ الكلية تماما. أمّا إذا أعرتُها إعارة فإنها تبقى ملكي. بينما لي خطّة خاصّة في هذه الإعارة.
ضحكت زوجته منه وقالت:
– وما نفع تلك الملكيّة؟!
المهمّ، وجد صابر رجلا يرغب باستعارة كليته، ووقع مع صابر عقدا من مادّتين اثنتين فقط هما:
1) تبقى ملكية الكلية لصابر حتى ولو صارت في جسد الآخر.
2) يحقّ لصابر أن يزور أملاكه ثلاث مرات في كلّ يوم.
فرح الرجل كثيرا بحماقة صابر.!!!
وبعد أن شفى الله الجرحين، صار صابر يتردّد على بيت الآخر كل يوم ثلاث مرات، والرجل الآخر يقول في نفسه:
– لا بأس، ثمن الكِلية اليوم في الأسواق مئات الآلاف من الدنانير، وصابر لن يغلّبني بزياراته اليومية، أنا وفّرتُ كثيرا.
ولكن صابر لم يغب يوما واحدا عن الزيارات الثلاث، والآخر يتحمّله، بل كان يخفي بعض الأغذية الجافّة ضمن طيّات ثيابه لزوجته وأولاده.
عندما علم الآخر بما يفعل صابر، صار لا يضع من الطعام إلّا الفُتات، بل يقلّل الكمية ما أمكن، مع وضع الخبز الذي قدّته الأيام فصار كالحجر. إلى أن مضى أكثر من شهرين.
قال له الآخر:
– ألم تملّ يا صابر؟
– من حقّي أن أتفقد أملاكي، أليس هذاا اتفاقنا؟
أشار الآخر إلى خصره، يوحي بأنّه سيرجع الكِلية إليه، ثمّ قال له:
– خذ كليتك وأرحني، فأنا لم أعد أتحمّل وجودك معي كل يوم ساعات وساعات.
قال له صابر ببرودة أعصاب شديدة:
– اترك الكلية عندك برسم الإعارة، وأعطني عقلك بدلا عنها، أنا فقدتُ عقلي بسبب هذه الإعارة، ..!!!!. أعطيتُكَ جزءًا مني، وأنتَ لا تريد أن تعطيني قليلا من وقتك وطعامك . ..الأحمق من يضيع ثروة جسده مقابل دريهمات معدود ..لا هو احتفظ بكمال جسده ولا هو أصبح غنيا بدونها .. يا لَلتعاسة ..!!!!!….
محمد كرزون **الشارع العربي **