سد النهضة
ذات مساء وفِي العام 1988وانا اتناول العشاء على مائدة الدكتاتور الاثيوبي الشيوعي المتشدد ، سألني هل تعرف رئيس مصر حسني مبارك ؟ أجبته لا؟ لكني شاهدته ربما مرة أو مرتين في مناسبة . وقد لفت انتباهي ملابسه الإيطالية الصنع . لكن يسعدني سيدي الرئيس أن أنقل إليه أي رساله من طرفكم ، طالما لا توجد علاقات دبلوماسية مع مصر ، السيد أسامة الباز مستشارة الخاص صديق لي وألتقيه دائما في باريس !
صمت قليلاً ، ثم قال ؛ إن التقيته ذكّره حينما يلتقي مع رئيسه أن ( نهر النيل ينبع من اثيوبيا ، وليس من بلدته ( المنوفيه ).
كما كان متوقعا في نظر الكثير من المراقبين لمشكلة سد النهضة الأثيوبي وأخطاره المحتمله على حصص مياه النيل في دول المصب ، لم يعد بمقدور النظام المصري سوى اللجوء الى التجييش الشعبوي اللفظي ، اعتماداً على مكانة النهر في الوجدان الوطني المصري فاستخدم عبد الفتاح السيسي لغة التلويح بالخيار العسكري والخطوط الحمر . وسعى إلى التلاعب بعواطف الشارع الشعبي عّن طريق مزج التهديد بالوعيد .. الثابت مع ذلك أن الملء الثاني للسد رسّخ واقعاً موضوعياً باتت فيه خيارات النظام المصري أضيق من ذي قبل ، خاصة وأن الولايات المتحده لم تتدخل في المشكلات بأي ثقل يُذكر . ومع التأكيد على حقوق الشعب المصري المشروعه في مياه النيل ، فإن سلوك النظام المصري في التفريط بتلك الحقوق يلقى على عاتق المعارضة المصريه واجبات جديدة وأكثر إلحاحاً.
رضوان بك موسى **الشارع العربي **