قصص من الواقع

…على طاولة القمار…

محاكمة:

_ ماذا أقول وقد تلاشت كلمات الشوق والحب التي أكنها في صدري لشخص إسمه أبي
بعد أن ماتت فيه روح الأبوة على طاولة القمار ؛ فرضى لنفسه أن يمرغ كبرياء الشرف في الوحل ويخلع عن إبنته ثوب الوقار ؛ ويلبسها ثوب الرذيلة
فابتاعها لشخص بدنانير معدودات …

غادرت دار طفولتي والدموع تحجرت في مقلتي فلم تسقط مني ولكن بكى قلبي
حاولت أن أخاطبه بعاطفتي المذبذبة ؛ وألقي برأسي على صدره ولكن دون جدوى فذابت يدي وفارقته …

مع شروق الشمس كان الذي إشتراني يرميني في الشارع لأتسول له .. وفي الغروب يصطحبني لبيوت أسياده . فيزوجني كل ليلة لشخص
فأستطعم في النهار ذل الشارع؛  وفي الليل أتجرع سُمَّ الأفاعي …وٱثار الحروق في جسدي تذكرني ….
فذاك يُطفئ سجارته في صدري
وهذا يُطفى غليل كأسه في ظهري
وٱخر يمتع نفسه فيرسم خطوطا على وجهي
يالشقائي لأني فقدت عذريتي و مات الشرف في داخلي ….
فطنت وجال بعقلي أن أتحرر من عبوديتي فعرضت لنفسي خيارين إما الإنتحار أوالإتقام …

راجعت صور حياتي وتأملت وجه الذي إسمه أبي
فهيأت لسيدي ليلة وما إن دخل غرفتي حتى أغويته وحملت له الكأس حتى ثمل …
طعنته بسكينة … حتى إطمأن قلبي أنه مات
وهذه أداة جريمتي سيدي القاضي
ٱحكم بالعدل …إن كنت أبا
فقد رويت لك حكايتي
في زمن باع فيه الأب إبنته على طاولة القمار

هناء الألوسي **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى