سوريا ستنهض.
حين تحدث الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر عن العلاقة بين الدولة والثورة ، شبهها ببلاغة بعلاقة الزواج والحب ، اي تلك المسافة المضنية والمركَبه والمخيبة احيانا بين الحب والزواج . ينطبق هذا الى حد ما ، على الثورات التى تتحول تدريجيا وضمن مسارات عديدة وطرق مختلفة .
من الثورة إلى التحول الديمقراطي ، من أحلام الثورة الواسعه إلى ضيق الدولة وعقلانيتها الباردة .
ما من ثورة تأبَدت إلا وتحولت إلى استبداد .
الثورة حدث وفتحه على زمن قادم ، عليها أن تفضي في النهاية إلى طرق ومسالك ؛ وإلا تحولت إلى سجن كبير .
كل الثورات التى حرصت على أن تتمدد خارج زمانها وجغرافيتها تحولت إلى أنظمة شمولية وقمعية تستفرد بتقديم سردية واحده وزعيم واحد ورؤية وحيده . الثورة البلشفية والإيرانية والصينية ، فضلا عن عشرات الثورات العربية .
وحدها الثورة التونسية انتقلت الى التحول الديمقراطي ، وحددت المنطقةُ التى تقف عليها بعد هذه السنوات . هذا الانتقال الديمقراطي سببه ان الشعب التونسي منحاز فكريًا وعاطفيًا للثورة ، وكأن البقاء فيها يمنحهم شرعية أبدية للنقد الأبدي لما يحدث حاليا .
بالرغم من المعضلات التى تنخر الديمقراطية التونسية ما يجعل الإنتقال الديمقراطي مرتبكًا متعثرًا ، وأحيانا منفراً .
لا دواء من علل الديمقراطيه سوى للمزيد منها ، تمامًا كما علل المحبة تعالج بمزيد من المحبه .
د:رضوان موسى** الشارع العربي **