كان حازم وعمره ٣٤ عام من سكان جبل الزاوية استشهد ابوه في قصف سابق طال معرة النعمان واستشهد اخوه الكبير بمعارك ادلب واخاه الاصغر في معارك وادي الضيف …..
ولكونه متزوج ويعيل اسرته المؤلفة من زوجته وطفلين وامه وأختيه العازبتين واسرتي أخوته الشهداء ومنذ ثلاث سنوات غادر تهريبا عبر تركيا فالبحر فلبنان فبيروت فميناؤها ….ليعمل عتال هناك
هاجم النظام بلدته وهجر أهله بعز الشتاء إلى مخيمات دير حسان …فتضاعف الهم ووجب أن يتضاعف العمل؛ فالجلوس بالمخيم لأكثر من ١٥ شخصا من الذين يعيلهم يضاعف المصروف
كان حازم يعمل طوال النهار حمالا في الميناء ثم يأكل صندويشة أو أكثر وينام في دراخيش الميناء لبعض وقت ؛ ثم يعود لمسح السيارات مساء في المنطقة بإنتظار أصحابها أعطوه أو منعوه…..
وكل شهر يحول ما جناه إلى زوجته وطفليه وأولاد إخوته الأيتام ووالدته وأختيه ليبقى جيبه فارغا….بإنتظار رزق من رب كريم
هذه المرة فقط لم يستطيع تحويل ما في جيبه لتأخر متعهد الميناء بتقبيضه لصباح يوم ٤ آب حيث أرسل رسالة من هاتف أحد زملائه لأمه وقال…فيها
((( أمي اليوم رح أبعت لكم ١٥٠ دولار بتعطي عيدية لكل الولاد وبتجيبي لحمة لانو ما اجاكم هاي العيد غير حصة وحدي وبتعمليها محشي مدعوم
يا امي خدي بنت اخي سمية للدكتور فضمور دماغها قالقني وقولي لمرتي تشتري مسدس لعبة لحمودي وعبودي وباقي ولاد اخوتي ترا ماغضروا يشتروا بالعيد….
لا تنسي أختي فاطمة واختي امينه بتشتريلهم كنادر ترا صارو صبايا مو حلوة يضلو بالكلاش…… وانتي يا امي صلحي درسك قال من رمضان عم يوجعك ريت الوجع الي….يالله امي دعيلي رايح اقبض وابعت على مكتب دير حسان)))
كان يوم عيد متأخر عند أهله لأن المبلغ سيصل اليوم قبض حازم المبلغ ولكنه لم يصل لمكتب دير حسان وبقي بجيبه ليلقى الرحمن بإنفجار بيروت …… ويموت ؛ ويموت فرح الأهل وفرح الأولاد والزوجة …. أما الأم فلحقت إبنها بعد ساعة فقط من إنتشار خبر الميناء بأضراسها النخره ووجها المجعد ومسبحتها البنية بجلطة؛ رحمتها من حياة القهر لفقد زوجها وأبنائها وحازم وآآآه ياحازم……
لا عليك ياحازم فقد ظلمتنا الكرة الأرضية وحتى ميناء بيروت غدر بك وبزملائك؛ فلو ٱنتظر نصف ساعة فقط لتحول المبلغ ولفرح أهلك قبل أن ينهاروووو بخبر تفجير الميناء ؛ وخسارة المعيل الوحيد….تقبلك الله فقيرا صابرا بعرقك وتعبك وهمك
يا سر أرحيم **الشارع العربي**