قصص من الواقع

ﺇﺭث ﺍﻟﻘاضي ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ

عن قصة حقيقية..

يحكى ﺃﻥ لصا ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺿﺤﻴﺘﻪ فسرق ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻴبه ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻠﺺ أنَّ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻣﻌﻪ ﻧﻔﺲ الباص ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﺍﻟﻠﺺ ﻛﺸﻒ أمره أحد الركاب وقبض عليه ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :

ﻳﺎﺣﺎﺝ هذا اللص سرقك وأنت لم تشعر به ..
ﻓﺘﻤﺖ ﺇﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺃﺳﻬﺎ ﺩ.ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ..

ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺴﻤﺎﻉ القضية ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺳﻤﺎﻉ الشاكي (المسروق) ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺇﺳﻤﻪ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ
جنسيتك ..؟؟
ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ
ﻋﻤﺮﻙ ..؟؟
ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ١٩١٨م
وظيفتك ..؟؟
متقاعد
ما وظيفتك السابقة ..؟؟
ﻛﻨﺖ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻋﻤﻠﺖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﺎﻣﻼً ﻗﻀﺎﺋﻴﺎً ١٩٤٤م ، ﻭﺗﺪﺭﺟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ إلى ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻴﺎ ١٩٦٠م.
ﻭﻋﻤﻠﺖ ﻧﺎﺋﺒﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ١٩٦١ ﺇﻟﻰ ١٩٦٤م
ﺛﻢ ﻋﻤﻠﺖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻣﺎﺓ ﻣﻬﺘﻤﺎً ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ وتسجيلاتها وتوليت منصب ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ : ١٩-٦-١٩٦٩م ، ﻭﺗﻘﺎﻋﺪت ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺵ ﻓﻲ : ١٣-٥-١٩٧٢م
ﻧﻬﺾ القاضي ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﻛﺮﺳﻲ ﻟﻠﺸﺎﻛﻲ ﻭﺃﻥ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔﺟﺎﻟﺴﺎً ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔﻛﺘﺐ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺤﺴﻦ لرئاسة القضاء: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺇﺭﺛﻬﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ كالقاضي ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻳﺴﺘﻘﻠﻮﻥ الباصات ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺮﻓﺾ ﺃﻥ ﺗﺨﺼﺺ ﻟﻨﺎ ﺃﻱ ﺳﻴﺎﺭﺓ ..!
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮﺕ اللجنة ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺳﻴﺎﺭﺓ ..
ﻭﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻗﺎﻝ ﻹﺑﻨﻪ : ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻭﻓﺎﺗﻲ ﺃﻋﻴﺪﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻟﻠﻘﻀﺎء ..!!
ﺭﺣﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ,‏ﻭﻧﻔﺬﺕ ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻭﺃﻋﻴﺪﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻟﻠﻘﻀﺎء ..!

أمثال ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺷﺮﻓﺎﺀ الأمة ، لم يسرقوا الوطن وكانوا عنوان النزاهة والأمانة ، ﺭﺣﻠﻮﺍ ﻭﺗﻠﺤﻔﻮﺍ بأكفانهم ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺅﻭﺍ ..!!

د:معن الطائي #الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى