“أمير… الطفل الذي قبّل يد قاتله”

اسمه الحقيقي عبد الرحيم، لكن الضابط الأمريكي الذي وثّق الحادثة أطلق عليه اسم “أمير”… وكأن المأساة بحاجة إلى رمز يُخلدها.
كان طفلًا غزّيًا صغيرًا، لم يطلب الكثير… فقط لقمة يسدّ بها جوعه وجوع أسرته التي باتت أيامها بلا خبز ولا ماء.
مشى أمير، حافي القدمين، تحت شمس حارقة، قاطعًا أكثر من 12 كيلومترًا بحثًا عن شيء يُؤكل… لم يكن يحمل سلاحًا، ولا حتى حجرًا… فقط جوعه، وبراءته، ونظرات تتوسل الرحمة.
وحين رأى جنديًا إسرائيليًا يمد له شيئًا من الطعام، ابتسم الطفل فرحًا، واقترب… ثم انحنى، ليقبّل يده… ظنًّا منه أنه أمام إنسان.
لكنه لم يكن يعلم أن بعض الأيادي لا تستحق القُبَل، بل تُخبئ الموت.
استدار أمير ليعود… وفي لحظة، دوّى الرصاص في ظهره. أُطلقت عليه النار بدم بارد، وسقط على الأرض… الخبز بجانبه، والرحمة غائبة كليًا عن المشهد.
لم يكن أمير الأول، ولن يكون الأخير.
لكن دمه، سيبقى شاهدًا لا يصمت… يفضح القاتل، ويلاحقه في ضميره — إن وُجد — حتى آخر العمر.
لأن دماء الأطفال، لا تجف… بل تظل تصرخ في وجه العالم:
“هنا يُقتل البراءة… باسم الصمت.
ريم العلوي #وفائغ_الشارع_العربي