معلومة_الشارع_العربي

هل سمعت يومًا عن جزيرة لا يُولد فيها أحد… ولا يُدفن فيها أحد؟

في أقصى شمال الأرض، حيث يلامس الجليد السماء، تقع واحدة من أغرب البقاع على الكوكب: جزيرة سفالبارد، قطعة نرويجية تجثم بهدوء في قلب المحيط المتجمّد الشمالي، على أطراف أوروبا.

قد تبدو الحياة فيها عادية للوهلة الأولى… فهناك مطاعم ومدارس وجامعة وبارات، وسكان يعيشون يومياتهم كأي مكانٍ آخر.
لكن ما إن تغوص في تفاصيل الجزيرة، حتى تدرك أنها ليست كبقية الأرض…

في سفالبارد، لا يُولد أحد…

نعم، يبدو غريبًا لكنه حقيقي.
فالقانون هناك يمنع الولادة على أراضي الجزيرة.
وحين تقترب امرأة من موعد ولادتها، يتوجب عليها أن تسافر إلى البر الرئيسي في النرويج قبل أسابيع من الموعد، لأن مستشفيات الجزيرة لا تضمّ قسمًا للولادة إطلاقًا.

وليس هذا فحسب…

بل الأغرب: لا يُدفن فيها أحد!

الموت نفسه يبدو ضيفًا غير مرحّب به في سفالبارد.
فالطقس القاسي والتربة المتجمدة يمنعان تحلل الجثث، ما يجعل من الدفن خطرًا بيولوجيًا على المدى الطويل.
القانون صارم: لا يُسمح بدفن الموتى، مهما كانت الظروف.

وفي حادثة موثقة، تم نبش قبور تعود لعام 1918، فوجد العلماء جثثًا في حالة شبه سليمة، بعد مرور أكثر من 80 عامًا على دفنها، بل وتمكنوا من رصد آثار فيروس الإنفلونزا الإسبانية في خلاياهم… وكأن الموت توقّف، وكأن الزمن تجمّد.

لهذا السبب، تُمنع الجنائز كما تُمنع الولادات…
وفي بعض الحالات الاستثنائية، تُحرق جثث الموتى وتُحفظ رمادًا في جرار.

إنها جزيرة يختلط فيها الواقع بالأسطورة…
مكان لا يأتيه الميلاد، ولا يعرف الوداع.

سفالبارد… جزيرة الحياة المتجمّدة، التي قررت أن تقف على الحياد بين البداية والنهاية.
#معلومة_الشارع_العربي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى