عام

الصبر

#قصة_واقعية

غاب زوجها سنوات… لكن قلبها لم يغب عن باب السماء”

أنا أم لثلاثة أطفال. عشت مع زوجي في فرنسا، حياة هادئة لا تخلو من تحديات، إلى أن جاء عام 2020… العام الذي تبدّل فيه كل شيء.

سافر زوجي في مهمة عمل إلى الخارج، ولم يكن في الحسبان أنه لن يعود سريعًا. مرت الأيام، ثم الشهور، ثم السنوات… واختفى كل أثر له.
انقطعت اتصالاته، أغلق قلبه قبل أن يغلق هاتفه، وتركني وحدي في مواجهة الحياة.

تخيلت نفسي أضعف من أن أتحمل… لكني لم أنهَر.

لم ألجأ إلى الشكاية، ولا إلى الأذى، ولا إلى الشكوى المستمرة. بل لجأت إلى الله.
كنت أقف على سجادتي بعد أن ينام أطفالي، وأدعو ربًّا لا يُغلق بابه أبدًا. كنت أبكي، وأقول:
“يا رب، أنت أعلم بما في قلبي، فلا تتركني وحدي.”

وما تركني.

رغم كل ما مرّ، لم أسمح للحقد أن يسكن قلبي، ولا لليأس أن يُطفئ نوري. ربيت أطفالي، وعلّمتهم أن الحبّ لا يعني التعلّق، بل الثبات.

وفي عام 2023، حدث ما ظننته مستحيلاً…
عاد زوجي.!!!
عاد بكلمة واحدة: “أخطأت، ولم أجد في حياتي من يحتويني مثلكِ.”
لم أحتج إلى اعتذار طويل، ولا إلى وعود مزينة.
كانت دموعه، ودموعي، كافية لشفاء الجراح.

اليوم، نحن أسرة متماسكة من جديد…
لا لأنّ الحياة منحتني معجزة، بل لأنني تمسّكت بالمصدر الأول لكل المعجزات: إيماني بالله.

إلى كل امرأة تمرّ بعاصفة:
تذكّري أن الصبر ليس ضعفًا، بل طريقٌ طويل… نهايته أمان.

وأن الله لا يُخيّب يدًا رُفعت إليه بصدق.

أم هارون  #وقائع_الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى