خواطر

الحرية الحمراء

سنين العمر تهاوت في الإنتظار مرهونة بنسائم فجر تولد فيه الحريّة …

خلف قضبان خفيّة
تكسر تلك القيود
المصنوعة من عذاب وخوف
طال الإنتظار
والسّجان المتوحش
لايشبع من رائحة الموت يتلذّذ بالعذاب
طالت المدّة
ومرّ الوقت بطيئاً بطيء
شوّه معالم الأشخاص
لم نعد نعرف الأحباب
تغيّرت علينا الوجوه والجسد صار نحيل
ما نوع ذاك العذاب؟
كيف ينسى المرء إسمه ؟
ماذا رأيتم حتى صارت أبصاركم شاخصة لا أمل ولاحياة فيكم؟
فقط كل ما تشعرون به هو الخوف
ونظرات مكسورة يملؤها الرّجاء
سجوناً قصدناها وأقفالاً كسرناها
وأبواباً فتحت للحريّة
الشّمس تحترق شوقاً لكم
ينادي الياسمين عطر انفاسكم
والطّهر من جباهكم ينسكب فوق التّراب ينادي بصمت مخنوق طال إنتظار الحرية
وبعتب مستباح
هرب من اللّسان النّطق والكلام
أين هي الإنسانية مما جرى بشعب كل ذنبه أنه نادى الحريّة؟
وطني الآن حرّ طليق
كالطّير مكسور الأجنحة
لم يفرح بالتّحليق عالياً
رغم سنين الإنتظار
لأن وحشية التّعذيب
كسرت الفرحة حزناً
على شعبٍ قيّدوهم عذّبوهم
وصهروا عظامهم وأنسوهم الهوية
أسكنوهم غربة الدّيار مابين الحياة والفناء!!
فلا هم فوق اللأرض يتنفسون الهواء
ولاموتى ترقد ارواحهم باستقرار
أذاقوهم طعم الموت المخيف البطيء!!
البسوهم أكفاناً عارية لأجساد صارت الآلام تستحي المرور فوقها!!
صارت كل أحلامهم أن يحسّوا بضوء الشّمس يداعب أعينهم
الّتي تاهت شاخصة بعتمة العذاب حتى صار الكون أسود
والخوف هو الإحساس الوحيد
الذي يشعرون فيه..!!
حريّة حمراء رسمت فوق السجون لكن بإذن اللّه ستشفى الجراح
وسنحلّق عالياً نعانق الفضاء !!!!
بقلمي والحبر كان الدموع…..

نسرين احمد #وقاىع ـالشارعـالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى