مصباح الأعمى
دُعي أعمى إلى تناول وجبة عشاء عند أحد سكان قريته, فلما انتهى الجميع من تناول تلك الوجبة, بدؤوا يتبادلون أطراف الحديث حتى ساعة متأخرة من الليل , عندها استأذن ذلك الأعمى ليعود أدراجه .
وعندما جلب له صديقه مصباحا كي ينير له الطريق أثناء عودته.. ضحك الأعمى وقال لصديقه ألا ترى بأنني أعمى ومصباحك هذا لن أستفيد منه , لأني لن أرى أبدا نوره, وفوق ذلك أنا معتاد على السير وحدي بلا مصباح, وما أصابني مكروه..
ولكن صديقه أصر على أن يحمل معه المصباح.. وقال له: أعلم بأنك لن ترى نور المصباح.. ولكنه على الأقل سيجعل الآخرين يرونك فلا يصطدمون بك في ظلمة الليل..
اقتنع الأعمى أن يحمل المصباح , وفي طريقة إلى بيته إذ بشخص يصطدم به بقوة..
قال له الأعمى: يالك من أعمى ألم تر نور المصباح ؟..
فرد الرجل : ولكن ياسيدي مصباحك منطفىء!!..
نال الأعمى ما ناله, لأنه اعتمد على نور المصباح ولم يعتمد على نور بصيرته.. فهي نور دربه الذي يعتمد عليه..
فأصبح يمشي وهو واثق بأن الكل سيرى نور مصباحه, فعطل جميع حواسه التي كان يرتكز عليها في مشيه.. ومشى على نور مصباح منطفىء.
لنكن على وعي في كيفية إنارة حواسنا بالثقة بالنفس لأنها مصباح بصيرتنا ..
نجيب السميعي #وقائع_الشارع_العربي