وقائع

المعلمة الغريبة

في إحدى القرى القريبة من مدينة جدة، كانت الأمور تجري في مدرسة البنات بشكل طبيعي، كأي مدرسة أخرى.

لكن كانت هناك مسألة غريبة شغلت تفكير المعلمات وأثارت قلقهن، وهي وجود معلمة غريبة بينهم.

كانت هذه المعلمة تتميز بمظهر غير مألوف، بل ومخيف أحياناً.

ملامحها كانت خشنه، أقرب إلى الرجولة، جسدها كبير، شعرها قصير، ولم تكن تبدو كغيرها من النساء.

كانت تميل إلى الصمت والعزلة، ولم تتواصل مع المعلمات إلا في حالات نادرة جداً.

لكنها كانت دائماً ترافق معلمة واحدة فقط، تتحدث معها باستمرار وتبقى معها في أغلب الأحيان.

وذات يوم، وقع حادث لم يكن في الحسبان، فقد ضربت هذه المعلمة إحدى الطالبات ضربة قوية.

كانت تلك الضربة مرعبة لدرجة أن الطالبة تأثرت نفسياً وتوقفت عن الذهاب إلى المدرسة، مما تسبب في مشكلة كبيرة مع أهل الطالبة.

ورغم هذه الحادثة، لم يكن وضعها مستقراً، فقد استمرت في إثارة المشاكل مع المعلمات، مما جعل الإدارة تصدر قراراً بنقلها تأديبياً إلى مدرسة أخرى في مدينة جدة.

في المدرسة الجديدة، لم يمضِ وقت طويل حتى تورطت في مشكلة أخرى، وهذه المرة كانت مع إحدى المعلمات.

تطورت المشكلة بينهما حتى وصلت إلى تشابك بالأيدي وصدام عنيف، انتهى بسقوط هذه المعلمة المخيفة على الأرض.

وكانت أغلب المعلمات متواجدات في تلك اللحظة، فشاهدن ما لم يكن في الحسبان.

عندما سقطت المعلمة، انكشف جزء من ساقيها، فظهر منظر غريب صدم الجميع.

كان جسدها مغطى بشعر كثيف، مما جعلها تبدو كرجل أمامهن.

كانت الصدمة واضحة على وجوه المعلمات، وبدأت الهمسات تنتشر بينهن في حالة من الذهول.

وصل الأمر بسرعة إلى الإدارة، وفتُح تحقيق فوري لكشف حقيقة هذا الشخص.

وسرعان ما تبينت الحقيقة المرّة التي كانت تحمل معها آهات وحسرات للمعلمات.

فقد اكتشف الجميع أن هذه “المعلمة” لم تكن امرأة على الإطلاق، بل كانت رجلاً متنكراً في هيئة امرأة.

وفي تفاصيل التحقيق، تبين أن الرجل أقدم على هذا التصرف بعد وفاة شقيقته، التي كانت قد صدرت لها موافقة على التوظيف في هذه المدرسة.

خوفاً من فقدان الوظيفة، قرر التنكر في زي امرأة والحضور للعمل بدلاً من شقيقته المتوفاة.

أما المعلمة التي كانت تتحدث معه وترافقه دائماً، فقد كانت زوجته الحقيقية، والتي كانت على علم بخطته الشنيعة، بل واتفقت معه على عدم التواصل مع المعلمات إلا في حالات الضرورة القصوى.

وفي نهاية التحقيق، صدر حكم بسجن الرجل، وإلزامه بتسديد كل الرواتب التي تقاضاها خلال السنوات الأربع التي عمل فيها متنكراً في هيئة معلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى