أصدق من هدهد
تنازع الهدهد والغراب يوماً على حفرة ماء..كلٌّ منهما يدّعي أن الحفرة له، واختصما ولم يستطيعا حلَّ الخلاف بينهما.
وبعد نزاع طويل، اتفقا على الإحتكام إلى قاضي الطير.
ذهبا إليه وسردا عليه قصتهما، فطلب منهما القاضي البينة:
“مَن يملك البينة، تكن الحفرة من نصيبه.”
نظر كل منهما إلى الآخر، والتزما الصمت.
وعندما طال صمتهما، علم القاضي أنه لا بيّنة لأي منهما.
فما كان من القاضي إلا أن حكم بالحفرة للهدهد!
تعجّب الهدهد وقال:
“لمَ حكمتَ لي بالحفرة أيها القاضي؟!”
فرد القاضي قائلاً:
“لقد اشتهر عنك الصدق بين الناس، فقالوا:
أصدقُ من هدهد”
سكت الهدهد للحظة، ثم قال:
“إن كان الأمر كما قلتَ، فإني والله لست ممن يُشتهر بصفة ويفعل خلافها. هذه الحفرة للغراب، ولئن تبقى لي هذه
الشهرة، أفضل عندي من ألف حفرة!”
#العبرة:
سمعتنا الطيبة هي رأس مالنا،لنتمسك بها ونحافظ عليها لأنها ستبقى هي أثرنا بعد رحيلنا.
كما قال الشاعر:
*قد مات قومٌ وما ماتت شمائلهم..***وعاش قومٌ وهم في الناس أمواتُ.**
#مختارات_الشارع_العربي