وقائع

أريد أن أتزوج من مديرتي

تزوجت بعد انتهاء دراستي الجامعية وسافرت مع زوجي خارج بلاد العرب ، كانت الحياة وردية في الشهور الأولى كوني أتعرف على ثقافة ومجتمع لم يسبق لي معرفته .

حتى تلك الليلة التي اختلف كل مابعدها عن كل مامضى حيث دخل زوجي وهو يقنعني بعودتي لأرض الوطن وانتظاره في الاجازات الصيفية فقط، رفضت بشدة وأخبرته أن مكاني حيث يكون زوجي ولا أريد أن يظل كلًا منا في مكان ، فاضطر أن يصارحني بحقيقة الأمر لأول مرة :

-أنا على علاقة عاطفية بمديرتي في العمل .

كانت صدمة وما أقواها من صدمة ، لم أستطع الكلام ولا الدفاع عن أي شيء بيننا وكأن الحب المتوهج قد انطفأ فجأة ، فأردف بعدها قائلًا :

-لا أريد الانفصال عنك فأنتِ الحب الأول لكن يجب عودتك للوطن حتى أتمكن من زواجها هنا والترقية لمنصب أعلى ليزيد دخلنا ونعيش حياة أفضل .

ثم سكت هُنيهة وأردف قائلًا :

-القانون هنا لا يسمح بالزواج لمرتين ويجب أن …

لم أستطع سماعه لأكثر من ذلك فقد كنت أعلم مسبقًا شأن هذا الأمر ، فطلبت منه الطلاق لتخليه عني بهذه السهولة ولارضاء رغبته في الوصول لمناصب أعلى حتى لو كانت الضريبة خسارتي ، فقال بفزع:

-لا أطيق فراقك الأمر مؤقت فقط ريثما أرتب أموري .

=إما حياتنا سويًا وإما حياتك وحدك معها .

يبدو أن الجواب كان صعب للغاية فلم يرد ففهمت أنه اختارها وقمت من مكاني وحضّرت حقيبتي وأنا أودع كل شيء ، استوقفني حينها :

-إلى أين في هذه الساعة ؟

=إلى صديقة لي .

خرجت بحقيبتي ولم يكلف نفسه أن يأتي معي وكأن برودة البلد التي نقيم بها قد ثلجت مشاعره فأصبح بارد الدم ! .

في اليوم الثاني كانت وجهته الأولى إلى بيت مديرته وهو يُبلغها بخبر انفصالنا ليتزوجها ويبدآ حياةً لا يشوبها أي مشاكل ، كانت مديرته تستمع له في انصات شديد وهو يسرد عليها ما دار بيننا من حوار وأنه اختارها هي ، فقامت بعدها من مكانها وهي تنادي باسمي أمامه فانتفض من مكانه وعلى وجهه صدمة بالغة حين رآني أخرج من الداخل ، ثم قالت :

=كيف أعيش مع نذل مثلك تخلى عن زوجته في غربة الوطن وفضّل غيرها عليها ، بالكاد مع أول فرصة أفضل مني سترمي بي خلف ظهرك وتركض للأفضل .

ساعدتني كثيرًا في العودة لوطني وحاول هو العودة إليّ مرارًا لكن لم أستطع تخطي ماحدث فقد فقدت معه الأمان فكيف آمنه على نفسي ، وأتممنا إجراءات الانفصال لأبدأ حياة جديدة ، أما هو فخسر وظيفته بعدما فعلت هي ذلك ، فمالا يعرفه أنها وطدت معي صداقة منذ دخل معها في علاقة عاطفية لتعرف معدنه الأصلي فقد كانت تريد زوجًا ورجلًا يستحق قلبها

رغب في كل شيء على حساب ما يضمن بقائه فخسر كل شيء وأولهم ماضمن بقاءه.

مها العتيبي  #وقائع_الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى