من المخطىء؟

عزيزي القارىء من المخطىء ؟
تروي سهى حكايتها فتقول :
كنتُ أعيش قصة خطوبة دامت ثلاث سنوات… ظننتُها ثابتة، راسخة، مبنية على الإحترام والثقة، مع رجلٍ بدا في البداية وكأنه يقدّر الأصول ويتّقي الله.
منذ الخطبة، اتفق مع والدي أن يتكفّل بتجهيز الشقة بالكامل، ويكتب لي مهرًا قدره ثمانون ألفًا، وشبكة بنفس القيمة… وكان ذلك كافيًا ليطمئن قلبي.
مضت السنوات، وأنهى تجهيزاته كما وعد… لكن القدر كان يخبّئ لي صفعة لم أتوقّعها.
حين تقدّم عريسٌ لأختي الصغرى، كتب لها (قائمة المنقولات) حفاظًا على حقها.
وعندها، قال لي أبي بحزم:
“أختك ليست أفضل منك، ويجب أن نطالب بحقّك أيضًا.”
وفي إحدى زياراته، طرح أبي الموضوع معه بهدوء:
“عريس ابنتي الصغرى كتب لها القائمة، وأنا لا أفرّق بين بناتي.”
لكن ردّه كان قاسيًا… كالصاعقة:
“اتفقنا يا عمي على المهر والتجهيز، وقد أوفيت. أما القائمة… فلن أكتبها، ولو على جثتي!”
ساد الصمت والتوتّر. أبي حاول أن يُلين الموقف قائلاً:
“أيعقل أن تُفسد كل شيء لأجل ورقة؟”
لكنه ردّ بجفاء:
“نعم… وسأُفسدها.”
وبالفعل، في المساء، اتصل بي وأعاد تكرار موقفه.
فأغلقت الهاتف بوجهه… ووضعت له حظرًا.
ثم بدأ مسلسل التصعيد.
اتصل بوالدي يشكو تصرّفي، فردّ عليه أبي بثبات: “هذا قرارنا.”
فقال بكل وقاحة: “سآتي غدًا لأستردّ ذهبي.”
ذهبي؟! بعد ثلاث سنوات؟!
حتى الذهب، وقد تضاعف سعره، أراد أن يستعيده بالكامل…
ولم يكتفِ، بل حرّر محضرًا في الشرطة، ورفض استلام الذهب دون تعويض عن “حلق صغير مفقود”! واضطررنا لدفع قيمته.
وحين حاول والدي تدارك الأمور… قال له:
“دعنا نعيد الأمور كما كانت.”
فردّ بغرور:
“بعد أن حاولتم سرقة الذهب؟! أنا في نظركم التافه؟ لن أرجعها أبدًا.”
ولم يكتفِ بذلك…
بل تسبّب في فسخ خطوبة أختي، بعدما اتصل بخطيبها وروى له القصة بطريقته.
ثم جاءت الطعنة الكبرى…
بعد أيام، وجدت أمي صورته على الفيسبوك… خطب فتاة أخرى!
كانت شقيقة زوج أخته، صديق عمره … والذهول الأكبر؟
أن الذهب الذي قدّمه لها أغلى مما قدّمه لي، وكتب اسمه معها في نفس قاعة الفرح التي كنتُ قد حجزتها أنا وهو!
وكأنني لم أكن… كأنّ كل شيء بيننا لم يكن!
أشعر أنني سُحقت… ليس فقط من أجله، بل من أجل كرامتي، من أجل سنواتي، من أجل الثقة التي وضعتها في غير أهلها.
غدر بي…
شهّر بي…
دمّر خطوبة أختي…
وأهان عائلتي.
وها هو اليوم يصفنا باللصوص … ويتحدّث عنّا أمام الناس بكل قسوة وكذب!
وأنا؟ فتاة تمرّ سنوات عمرها… أشعر أنني ضعت بين وجع الخذلان وظلم النهاية.
أم هارون #وقائع_الشارع_العربي