قصص من الواقع

الحهاد المعرفي

بصفتي محامي استدعيت منذ بضعة أسابيع،  للدفاع عن طفل في المحكمة…

بدأ القاضي الجلسة بسؤال الطفل :

ماذا تعمل ؟

أجاب  الطفل : أعمل السلب بالعنف ! أسرق لأعيش!”

توجه القاضي نحوي قائلاً:

“ماذا تقول في ذلك يا أستاذ؟”

إلتفتُ إلى الطفل وقلت له :

“كيف لي أن أطلب لك الرأفة وأنت تعترف بهذا الفعل!

فأجاب الطفل بنبرة يائسة:

“والدي توفي وتركني مسؤولًا عن أربعة من إخوتي الأصغر سنًا وأمي المريضة. نعيش في منزل متهالك، فكيف لنا أن نعيش بدون مال؟” وماذا عساي أن أفعل ؟

بهذا الكلام، نظرت إلى القاضي وقلت : “تخفيف العقوبات أو تشديدها ليس الحل الأمثل للقضاء على الجريمة.

يجب على النظام القضائي والمجتمع العمل معًا لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه المشاكل.

القاضي يملك القدرة على التخفيف من العقوبة، ولكن العدالة الحقيقية تتطلب منا أن نواجه ونحل المشكلات الإجتماعية

التي تدفع بالناس نحو الجريمة.”

وأضفت:

“أدعو المسؤولين والمجتمع للتكاتف لدعم المحتاجين وتوفير التعليم والرعاية الصحية للجميع.

ففي تحسين ظروف المعيشة والتعليم يكمن الجهاد الحقيقي الذي يرفع من شأن الأمة ويحارب الجهل والفقر.

علي علايا  #الشارع_العربي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى