قصص من الواقع

حب بالبصيرة

كنت مسافر  بالقطار وكان قاعد قدامي واحد لابس نظارات سوداء  وواحدة بتقوله بصوت مسموع  ..

تحب تسمع رواية إيه بقى ؟

عرفت من طريقة الحوار وطريقته أنه كفيف .. قالها رواية كذا بس الرواية دي مش على( اقرأ لي ) دوخنا عليها انا وانتي قبل كده لو تفتكري…

قالتله لا انا لقيتهالك .. مفاجأة مش كده؟!

ضحك جدا زي الطفل الصغير .. وسألها بفرح  :

بجد لقيتيها ؟
قالتله اهو إسمع وحطتله الهاند فري في ودنه

دقيقة كده وراح خالع الهاند فري وقايلها بدهشة

“ايه ده .. ده صوتك ”

ردت بهزار وقالت:

” ايه مش عاجبك صوتي ولا إيه ”
.. سألها “هو انتي سجلتيلي الرواية ؟

قالتله وهي بتمسح على شعره ” خدت مني ١١ يوم بسجل فيها وبركب المقاطع عشان تسمعها في الطريق واحنا مسافرين .. فاكر لما كنت بقفل على نفسي الاوضة بالمفتاح وتقعد تخبط وتقولي بتعملي إيه؟ ..مكنتش بخونك على فكرة ”

ضحك ومال براسه على كتفها وسند عليه ..حركة ايديها وهي بتخرج منديل وبتحطه على عنيه اكدتلي انه عيط .. دمع من الموقف العظيم .. مسحتله دموعه وهي بتقوله:

“فيه ايه بقى .. هو انا عملت ايه يعني؟ ..

دي أقل حاجة ممكن اعملها ليك والله ده انا عاوزة اجيب حتة من السما واديهالك..لو ينفع هعملها !”

راح قايلها بصوت كله محبة وإحساس راقي

“حد غيرك كان رماني في أقرب صفيحة زبالة ..

شدت راسه وحضنتها جامد وحطتله الهاند فري وباسته من راسه وقالتله انا عملت كده عشان اشوف ضحكتك مش دموعك
وهو غمض عنيه وعاش مع الرواية اللي بطعم صوتها

يا الله .. من المواقف اللي عمري ما حنساها ابدا ..انا يومها جسمي قشعر ودمعت غصب عني .. هو فيه حب كده .. حبها له زاد في ظروف اصعب من أي وقت ..حد كفيف ..  بتعمله وسائل رفاهية لتشعره بالسعادة  ..بتسجله رواية هو بيحبها بصوتها عشان تخفف عنه معاناة السفر ….

#العبرة :

للي بيحب بجد لا بيفرق معاه ظروف ولا شكل ولا ماديات ..الي بيحب بجد بيضحي ..بينبسط وهو في معجنة خدمة اللي بيحبه مهما كان صعب ومؤلم.. التعب بيبقى راحة والعرق بيبقى زي مطر نزل في شهر  غشت  عشان يخفف من حدة الحر…

ٱدم شاهين    #الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى