عام

هذا الصبي أنا

كان في الصف السابع. كان قصيراً بالنسبة لعمره..يدرس في الصف السارع..
لقد احتفظ بنفسه ولم يختلط أبدًا مع أي شخص… كان دائمًا يتناول غداءه بمفرده على أحد المقاعد التي كانت على حافة الملعب وهو يحدق في الفضاء…كما لو كان في عالمه الصغير ولا شيء يهمه. لا يبتسم طوال الوقت…

تم تسميته بجميع أنواع الأسماء التي تؤذيه حقًا في أعماقه. لكنه لم ينتقم أبدًا ولم يُظهر مدى الضرر الذي أصابه، الأمر الذي بدى أنه أثار حفيظة معذبيه.

في أحد الأيام وقف أمام سيارة خارج المدرسة.. وتوقف في منتصف الطريق وكأنه ينتظر أن تصدمه. صرخ السائق حتى توقف على بعد بوصات فقط من جسده… لقد تم تجميده ولم يتحرك إلا عندما سأله السائق عما إذا كان على ما يرام. ..

علق رأسه وابتعد ببطء.

لم يختره أحد للمشاركة في الرياضات الجماعية خلال فترة التربية البدنية وعندما كان آخر من غادر، وصفه الجميع بالخاسر وسخروا منه…

علق رأسه وذهب إلى الزاوية البعيدة من صالة الألعاب الرياضية وجلس وهو يخفي وجهه بين يديه.

لقد عذبوه في غرف تغيير الملابس وبدأووا يطلقون عليه لقب الشاذ واللوطي والمنحرف”.

لم يمض وقت طويل قبل أن تنتشر في المدرسة بأكملها أن هذا الصبي كان #هومو ولذلك بدأ الجميع يطلقون عليه تلك الأسماء الرهيبة.

لقد ألقيت عليه الفاكهة من الخلف حتى أنه لم يعرف ما هي أبدًا…لقد ضربوه في مؤخرة رأسه مما أدى إلى سقوطه على الأرض… حاول الوقوف والدموع في عينيه لكنهم هاجموه مرة أخرى وأسقطوا كتبه من يديه مما جعله يسقط مرة أخرى. ضحك الناس عليه. ..

نهض وأمسك كتبه وركض إلى الخارج واستمر في الركض حتى لم يعد يستطيع الركض…

انتهى به الأمر بالمشي لمسافة 10 أميال متبعًا طريقًا دون أن يعرف إلى أين سيذهب… لكنه لم يهتم إذا مات في ذلك اليوم.

ومع ذلك لم ينتقم… أو أخبر أحدا. أو اشتكي… وفي الأسبوع التالي لم يكن في المدرسة…

بدأ أحدهم شائعة بأنه انتحر… ضحك الجميع… لم يتصل أحد لمعرفة ما إذا كان بخير… لم يفتقده أحد. ..لا أحد يهتم.

ما لم يعرفوه هو أن زوج والدته قد آذاه بشدة وأنه ظل في المستشفى لمدة ثلاثة أيام. ..مريض جدا للذهاب إلى المدرسة. ولم يخبر أحداً قط عما حدث عندما عاد إلى المدرسة… وعندما رأى الجميع أنه لا يزال على قيد الحياة، أصيبوا بخيبة أمل. وأخبروه أن يذهب ويقتل نفسه. “افعل ذلك بشكل صحيح هذه المرة”.

لم يكن بعد على ما يرام مما فعله زوج والدته به. عندما دفعوه إلى خزائن المدرسة أو حاولوا حشر رأسه في الباب، أطلق صرخة…الألم مما فعلوه به في المدرسة وفي البيت ….

تصرف بغرابة شديدة. وقف في مواجهة الجميع ورأسه منخفض. ..كما لو كان عالمه كله على وشك الانهيار. كان يرتجف. كان هناك صمت غير عادي في الغرفة .. عندها رأى الجميع جسده. مغطى بكدمات سوداء وزرقاء على ظهره وساقيه وذراعيه. كانت الدموع تتساقط من عينيه وكان يشعر بالخجل بشكل واضح من جسده.

ولم يلمسوا ملابسه ولم يطلقوا عليه أسماء أو يضربوه؛ هذه المرة  بل تركوه وشأنه.

هذا الصبي هو أنا.

لم أخبر أحداً  بما حدث لي. كنت أعلم أنني إذا وشيت بزوج أمي فسيكون الأمر أسوأ مائة مرة. كان عمري 12 عامًا، وعلى حد علمي، لن يساعدني أحد حتى لو طلبت ذلك.
لقد كنت خائفًا جدًا مما سيفعله بي. كنت أستيقظ كل يوم على أمل أن تتغير الأمور. لم أكن أحمل ضغينة ولم أفعل ذلك أبدًا. لقد ساعدني ذلك في اجتياز بعض فترات الإكتئاب أثناء وجودي في المدرسة.

أردت فقط أن أعيش حياة طبيعية وأن أكون سعيدًا.

لا أستطيع أن أقول إنني وجدت هذا الحلم وربما لن أفعله أبدًا…

لكن على الأقل أنا لست في خطر الآن وأنا أتعامل مع عواقب طفولتي عندما تظهر على السطح،وكشخص بالغ أستطيع أن أضعها في مكانها الصحيح.

#مختارات_الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى