قصص من الواقع

الخجل المميت

أراد  أحدهم أن يسافر بواسطة الباخرة وكانت الرحلة تستغرق عشرة أيام ، ذهب الرجل ليشتري التذكرة قبل بيوم وكان في حسبانه أن سعرها 500$ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌وعندما وقف في الطابور وتحمل الزحمة ، وبعد طول إنـتظار وصل دوره تفاجأ أن سعر التذكرة ب 1500$..
فلم يجد مفرا من الدفع وبدأ بـينه وبين نفسه يلومهم ويتهمهم بالإحتيال ويعرف أنه لا فائدة من الإستفسار ، وخاف أنه إذا كلمهم سيحرج ويتعرض لمواقف مزعجة ..
بعدما  إشترى التذكرة ذهب ليستعد لرحلة الغد ، ولكنه فكر مع  نفسه وقال:
ما دام سعر التذكرة مرتفع بهذا الشكل فلا شك أن قضاء الوقت داخل الباخرة سيكون مكلفاً أيضاً وبالتأكيد ستكون أسعار المطعم مرتفعة ولن أستطيع أن أشتري منه ..فالحل أن أستعين بطعام من عندي.
فذهب واشترى خبز وجبن ومربى وحلاوة طحينية وأشياء لا تتأثر بالزمان والمكان ؛ حتى تكون طعامه وتكفيه فترة السفر على ظهر الباخرة لمدة العشرة أيام…
في الغد ركب الباخرة وأنطلقت على بركة الله أول يوم : كان فطوره من الأكل الموجود عنده ،،،وكذلك الغداء

،ثم العشاء ،،،وكذلك ثاني يوم ،،،وثالث يوم ،،،ورابع يوم ،،،
وهو على حاله من التقشف  كان ينظر إلى الناس الذين يأكلون في مطعم الباخرة ويطلبون ما لذ وطاب من الطعام ويستمتعون بالجلوس والأكل ، ويتحسر في نفسه على عدم تمكنه أن يفعل مثلهم ، وأن إمكانياته لا تـتيح له أن يستمتع كما يستمتعون ، وأخذ يغبطهم على ما عندهم من النعم والخير,بينما هو محروم من ذلك…
المهم أنه بقي على هذه الحال طوال العشرة أيام على ظهر السفينة وفي آخر يوم من الرحلة إنـتبه الى أمر مهم وهو أنه إذا وصل الى بلده لو سألوه عن رحلته…وكيف كانت…؟..وسألوه عن مطعم الباخرة وكيف الأكل فيه ..وكيف خدماتهم…؟وغيرها من الأسئلة ماذا سيقول لهم…؟
هل يقول أنه لم يأكل فيه ولا مرة؟سيتهمونه بالبخل إذاً لا بأس من أن يأكل آخر وجبة في مطعم الباخرة ويطلب أرخص نوع من الطعام وبالطبع الناس لن يدققوا معه في السؤال عن ماذا طلبت…؟

ذهب إلى المطعم وجلس على الطاولة ونادى الجرسون وطلب منه : شاورما .
قال له الجرسون : هل تضيف إليها أي شيء ثاني فلك  حرية الإختيار؟

قال: لا شكرا
قال الجرسون : مقبلات ، عصيرات..عندنا أشياء حلوة ،،،
وهو يرد : لا لا أشتهي..مع أنه يتحسر داخل نفسه ،،،
الجرسون : بمناسبة آخر يوم على وصول الرحلة ؛ القائمة عندنا فيها أكلات جديدة لم نعملها طوال الرحلة ..
( حاول الجرسون إقناعه بطلب شيء منها ) وهو مصمم على رأيه خاف أن يطلب شيئاً لأن إمكانياته لا تساعده ،،،
الجرسون قال له أخيراً : خلاص على راحتك ،،،وأحضر له شاورما وبعد قليل أعلنوا نهاية الرحلة والوصول إلى البلد
نادى على الجرسون وقال له :   …الحساب…

قال له الجرسون متعجباً :

أي حساب…؟!
قال له : حساب الشاورما..
قال له الجرسون : يا أخي ، الأكل في المطعم مدفوعة قيمته مع التذكرة  والذين يأكلون في المطعم دفعوا قيمة أغلى تذكرة في الباخرة وهي 1500 دولار ،  هل أنت لا تدري؟!‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏

‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌ #العبرة :
إسأل تعلم ..إسأل تتيقن ..إسأل  تتأكد .. ..أسأل حتي لا تظلم

#مختارات_الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى