قصص من الواقع

مادة الجغرافيا

تعليق من أستاذة مادة الجغرافيا في السنة الثانية متوسط كنت حينها بعمر ١٢ سنة ، كانت أول حصة لنا معها، قامت بإحضار( خريطة العالم) علقتها على السبورة. وقالت لنا من يصعد ليحدد لي بلد ما! لا اتذكر اسم البلد الصراحة لكنه ليس ببلد عربي.

المهم طبعا لم ارفع اصبعي، لاني حقا لا أعرف مكان البلد على الخريطة. لكن حظي كان ضدي ههه، إذ وجهت مسطرتها الخشبية نحوي وقالت لي : ” انت اصعدي وحددي البلد”

اخدت المسطرة من يدها، وانا العن حظي! ووجهي بندورة من كثرة الاحراج…اخدت اتأمل الخريطة ثم حددت بلدا  عشوائيا.

فانزعجت جدا واخدت المسطرة من يدي، ضربتني بها على ظهري وقالت لي بالحرف الواحد ” عليك العودة إلى السنة الأولى ابتدائي”

كانت أقسى اهانة لي، كيف لها أن تحكم على مستواي من مجرد بلد لا أعرف مكانه على الخريطة!

حينها قررت ان اثبت نفسي لها، لم أكن احب مادة الجغرافيا طول عمري، لكن تلك السنة كانت خاصة ، عزمت على ان اغير نظرتها نحوي واجعلها تندم على كلامها.

صرت دائما احضر درسي في مادة الجغرافيا، فكانت اي سؤال تطرحه، لبيبة ستجيبه.

أصبحت تعتمد علي في كتابة الدروس على السبورة، وعلى ملئ سجلها الخاص.. بمجرد ان اتغيب تسأل ما بها أين هي؟ كلما تمر على مقعدي تبتسم لي وتطبطب على رأسي ( لكن طبعا لم احبها يوما هذه هي الحقيقة.

المهم، كانت نتيجتي الأولى على الصف ليس في مادتها فقط، بل الأولى في معدلي العام بكل الصف، حتى انها أصبحت تمدحني أمام الزملاء وتعتبرني مثالا للمثابرة والاجتهاد يجب أن يحتذى به.

طبعا ولحد الساعة، انا لا احب الجغرافيا  ، مررت بالعديد من القصص المشابهة لكن هذه كانت أول مرة أشعر فيها بالاحتقار وتقليل الذات وانا طفلة، لهذا بقيت القصة عالقة في ذهني.

لبيبة#الشارع_العربي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى