وقائع

زمن الصعاليك

على إحدى القنوات العربية جاؤوا بشخص عمره 39سنة فقيرجدا ..وأوهموه بزوجة جميلة ثرية تريد الإرتباط به ..
وبالفعل تأتي سيدة التي لا ندري كيف قبلت أن تقوم بهذا الدور وتجلس بجانبه وتمثل عليه دور المعجبة ..كل هذا ليضحكوا به الناس …
تخيلوا فرحة  الفقير الكبيرة  وتصديقه لما يدور حوله..وكأن حلم من أحلامه قد تحقق وفي شدة تصديقه يقولون له كاميرا خفية  ..

تخيلوا  ردة فعله ..…!

 عرفتم لماذا كتب دوستويفسكي يوما:

**أنا في نظرهم أهون شأناً من حصيرة، ذلك مايرهقني – ويضنيني، ليست مصاعب المال هي التي تقتلني، وإنما تقتلني هذه الإذلالات، وهذه الهمسات وهذه الإبتسامات الساخرة، لقد أصبحت أستحي أن أحيا، هويت إلى أدنى ما يهوي إليه متشرد  بغير جواز سفر

في كتابه “نظام التفاهة” يقول الفيلسوف الأمريكي “آلان دونو”:

“إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً إنه زمن الصعاليك الهابط”

وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والإبتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة

ويضيف  :
“إن مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين، حيث صار بإمكان أي جميلة بلهاء، أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبر عدة منصات تلفزيونية أغلبها منصات هلامية وغير منتجة، لا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحدي الزمان

مصطفى مساعد  #الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى