وقائع

الأسى ما بيتنسى !!!!!

وأنا في مقصورة القطار في طريقي إلى اسكتلندا ،
أغلقت السيدة التى تشاركني المقصورة الكتاب ، وسألتني :
أيها الشاب انت في طريقك إلى اسكتلندا ؟
أجبتها نعم ،
وانت ؟
نعم فأنا أزور قبر زوجي المتوفى منذ 35 سنة, لأضع على قبره زهورا كان يحبها .
فأنا سويسرية ” فرنسية ” وهو كذلك وكنا نعيش في اسكتلندا !
قلت لها :
استمرارك زيارة قبره دلالة بأنك تحتفظين له حبه الكبير لك ، وهذا وفاء ، يؤكد جمال قلبك ونبل مشاعرك !
أجابتني :
ابدا ، ابدا ، لقد قاسيت الكثير منه في شبابي ، كان سكيرًا قاسي القلب يفتقد إلى الرحمة
ابتسمت وقلت لها:
الآن عرفت سبب دوامكم على زيارته ! تريدين الإطمئنان بأنه لا يزال في القبر !
ضحكت وسألت:  كيف عرفت ؟
أجبتها  : أرى الأسى على وجهك رغم طول هذه السنين !
قالت : كدت أقول لك ذلك لكنني ترددت , لاني لم أكن أرغب أن أجرح مشاعرك كرجل !
ودعتها قائلا :
كان بودي أن اصطحبك إلى المقبرة, كي أتأكد  معك أنه ما زال هناك . !
لكن علي أيضا زيارة قبر حماتي .. اسمحي لي أن اشترى بعض الزهور،
التي كان يحبها ، وبعض الورود التي تحبين ، لتضعيها على قبره , لترقد روحه بسلام . ولك السلام ،
رحم الله أمي كانت تقول لي:  ” الأسى يا إمي ما ينتسى “
د: رضوان بك موسى  #وقائع_الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى