الحب والجنس
في حمأة المادة ، في سوق العرض والطلب تحول الحب إلى سلعة ، تحول الحب من اندماج روحين إلى تلاقي جسدين.
حينما تغير إسم العلاقة الجسدية بين الزوجين من علاقة حميمة ، إلى ممارسة الحب ، أصبح للهوى بائعات وتلوث إسم أسمى وأجنقى علاقة إنسانية.
إن الحب يتوج بعلاقة الجسد وليس العكس ، فالحب يستمر ويتنامى حتى لو كان بين الجسدين قارات وبحار ، لأن الأرواح تتلاقى حتى لو بٓعدت الأجساد.
في الغرف الحمراء ، و الشوارع الخلفية تتلاقى الأجساد في الظلام ، وينضح عرق الرذيلة دون حب ، ويحدث الإشباع دون عاطفة.
أما تلك العواطف الجياشة، ونار الحب ، حب الأرواح وإندماجها ، فإنها تتأجج وتتعاظم وتعلو بهمسة، كلمة ونظرة، وربما ترتعش الأجساد عشقًا من لمسة يدٍ .
يخطئ من يظن أن الجنس يولد الحب، فأي ذكر يطفئ ظمأ شبقه بأي أنثى ؛ والأنثى تطفىء شبقها بأي رجل …، لكن الحب ، الحب الذي هو إرتباط الأرواح فهو ذوبان لرجل معين ؛ مع أنثى بعينها في كأس من خمرة العشق؛ التي توصل كليهما إلى مرحلة الثمالة.
إن ابتعاد الحبيب عن حبيبه يولد قوة مدمرة مؤلمة تطال آثارها كليهما وكل ما يحيط بهما ، كما أن اتحادهما يولد الحياة مثل ذرات الهيدروجين والاكسجين حينما تحرض شرارة اتحادهما لينهمر الماء ، وكذلك انفكاك الرابطة بينهما يولد غازين كل منهما قنبلة موقوته ، يمكن لها حينما تنفجر أن تفجر كل ما يحيط بهما.
د.سليمان عمر **الشارع العربي **