لغتنا الجميلة
لا يخفى على كل ذي عينين ما تتعرض له لغتنا العربية من حرب ضروس على مدى قرون عديدة , حيث شن أعداؤها حروبا ضارية ما بين تشكيك وتجهيل لأبناء العربية , وإحلال للغات غربية ولهجات محلية مكانها يقودهم في ذلك حقد دفين وكراهية لهذا الدين , ورغبة في تدمير تراث هذه الأمة وهدم لأركانها.
ولعلك تسأل لم كل هذه الحروب؟!! ولو تدبرت قليلا لوجدت الجواب عن سؤالك وفهمت مغزى و مراد هؤلاء من تدميرهم لغتنا وحربهم عليها وذلك للأسباب الآتية :
أولا هدم اللغة العربية هدم لأركان هذا الدين العظيم و إضعاف له .
ثانيا : جهل أبناء العربية بلغتهم , فصل لهم عن ماضيهم وتراثهم وعزل عن حاضرهم وضياع لمستقبلهم وهذا هو المراد.
ثالثا : إعلاء شأن اللهجات المحلية في أوطاننا , لغرس بذرة الفرقة والخلاف والتقسيم بين أبناء الوطن الواحد, ولرسخ مبدأ هام سعى أعداؤنا لتحقيقه وهو ( فرق تسد ) مما يسهل السيطرة على هذه الشعوب فيما بعد ويسهل قيادها .
رابعا : جهل الناس للغة أجدادهم, يبني جدارا عازلا بينهم وبين كتاب ربهم وسنة نبيهم وتراث أجدادهم ,من الشعر ,والنثر, والتاريخ مما يخق جيلا مشوها فاقدا لهويته الإسلامية والعربية يسهل السيطرة عليه واقتياده فيما بعد .
اللغة الأجنبية
خامسا : تعلق الناس باللغات الأجنبية , وحرصهم على التحدث بها ووصم من يتحدث بها بالجهل والتخلف والرجعية , يتبعه تعلق قلوب هؤلاء الناس بهذه اللغات والتأثر بثقافات شعوبها وتقليدهم الأعمى لهم , فيصبح من يقلدهم ويسير على خطاهم ويتحدث بلسانهم متطورا وعصريا , ومن يحرص على التحدث بلغته بدائيا ومتخلفا وغير متحضر, فينفر الناس منه ومن دينه , والسخرية منه من خلال الأفلام والمسلسلات , وإظهاره بمظهر القروي الساذج , والريفي الجاهل ,والمتدين المتعصب لدينه ,وربما في صورة إرهابي متطرف فيخافه الناس ويبتعدون عنه , وتتعلق قلوبهم بمن يتحدث لغة أجنبية فيحاولون تقليده والإقتداء به, وبذلك نكون قد هدمنا القدوة في النفوس وغرسنا قيم الغرب وثقافاته في عقول أبناء العربية.
ولعلك لاحظت عزيزي القارئ , أن أشكال الإحتلال في العصر الحديث تغيرت وتبدلت ولم يعد العدو في حاجة لأن يقود حربا عسكرية ينفق عليها المليارات , ويخسر فيها أرواح الآلاف من جنوده وشعبه , وهو قادر على أن يحتل هذه الأوطان , و يجني ثمار خيراتها وهو في مكانه, بخلق جيل تابع له في الفكر والثقافة واللغة و التبعية الفكرية والسياسية , وتنفيذ أوامره ومخططاته .لأن السيطرة على لغة شعب هي سيطرة على إرادته ومقدراته ,
لذا نناشد أبناء العربية وحماتها , أن تكونوا متيقظين منتبهين لما يحاك بلغتكم وكونوا جنودنا يدافعون ويذودون عنها , وعن كتاب ربكم وسنة نبيكم محافظين على هوية أمتكم وثقافتة دينها وتراثها .
عبد الناصر حسن **الشارع العربي**