رياض فكر

هل سيعود الغائب؟

الغائب الراحل

 

وكم من أيام طوال مرت وسنوات عجاف عشنا …

لكن الحال لم يدم و أصبحنا نعد الساعات في إنتظار طويل لغائب لن يعود … الغائب الذى رحل عن دنيانا وفارقنا ..
تركنا نموج في بحر من الظلمات …
عقبات تلى بعضها وتتمحور على ذاتها …
ذقنا مرارة الهجر والظلم ….
قست علينا الاأيام وكان الغائب هذا أخذ جمال الدنيا معه ورحل وكأن لسان حاله يقول لنا  :  إنها ليست دار للأنقياء وليست للسعادة ….
دنيا غريبة وكأننا نتعرف عليها من جديد؛  بعد تغير في أفكار وأفعال الناس من حولنا …
تلاشت الأخوة والصداقة ؛ وبرزت  مكانها مصطلحات جديدة: المنفعة و المصلحة فقط ؟  …أصبحت المصلحة شعارا لتلك الدنيا …
حقير  ملعون من يجعل  الدنيا بتصرفاته  تأخذنا من عالمنا المسالم المثالى الذى نحياه بداخلنا؛  وتنقلنا إلى ذاك العالم الذى لم نكن نرجاه يوما …

إشتعل الرأس شيبا قبل الأوان …
وأصابنا العجز قبل الشباب …
فأصبحنا كهولا في شباب  من خيبات الأمل ومرارة  الأيام ….
دنيا مجهولة دخلنا إليها مرغمين …
لأنه لايوجد طريق ولا مسلك غيرها …
ومع كل هذا الغائب لن يعود …
رحل وأخذ معه الحنان والعطف …
هو حقا لن يعود…!!!!
وإستحالة عودته كلما فكرت فيها تذكرت أنه يهمس في أذنى ويقول لى مافائدة كل ما تفعل طالما أنت راحل لامحالة ……
أنا لن أعود إليكم؛  ولكن أنت في يوم من الأيام ستأتي   …
ولكن استعد للمجىء …
هنا لاغل ولا حقد …
كلنا إخوان على سرر متقابلين …
تركنا لكم دنيا الهموم وجئنا إلى الراحة الأبدية والنعيم الدائم ….
حوار يدور وكأن هذا الغائب امام عينى أحدثه ويحدثنى وفي النهاية يودعنى ….
إشتقنا لغائب كان بيننا ؛وإشتقنا لدنيا كنا نحياها تغيرت معالمها …
إشتقنا لرائحة الأيام وعبق الذكريات …
إشتقنا لوقت العصارى بنسماتها الهادئة التى تسرى على وجوهنا ونستنشقها فتعيد فينا الروح مرة اخرى
إشتقنا لجمع قد تفرق ؛ وصحبة قد ولت في النهاية لن يعود الغائب ولن تتغير الدنيا ….

محمود صلاح **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى