الدين والمجتمع

نعم الله على خلقه

لم يأبه الله الرحيم باستكبار إبليس وعناده . ولا بتفاخره على انه خير من آدم لنوعية جوهره الأول من النار ؛ واعتبار النار خير من الطين كما لم يطرده من الحوار ولم يبعده من المكان او ( ينفيه) أو يمته

بل تجاوزت قدرته وقضاؤه ذلك؛  واستمر بما قدر وقضى . من تكريم وعطاء للمخلوقين ( آدم وزوجه) ؛ كما أخبرنا في محكم تنزيله ( قلنا: يا آدم ٱسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين البقرة (34)
ولنتأمل هذه الآية في محاولة لفهم بعض مما أراده الله بغية إفهامنا ذلك ، وأول محاولة فهم نراها : زيادة تكريم آدم وزوجه : إذ بعد تعليمه أكثر مما علم الملائكة،

ورغم رفض إبليس السجود الذي أمره الله أن يقوم به تكريما لآدم عليه السلام  !! وإظهار تفضيله على إبليس الذي لجأ لتبيان فضله بطريقة أخرى ،غير ما تعرضوا من فضلهم على آدم .

وزاده من فضله تعالى فأسكن الزوجين الجنة ( اسكن أنت وزوجك الجنة ) !!! لم يقله للملائكة ولا لإبليس . وذلك عطاء للزوجين يدفع للغيرة والحسد مرة أخرى، لكن الملائكة رضوان الله عليم آمتثلوا وانصاعوا ،لكن إبليس وعلى ما يبدوا ازداد غله وحقده ، لآن الإستكبار والرفض لم يجديا نفعا .ولجأ للإيقاع بين المحب المانح والمحبوب المنعم عليه، و لم يتوقف المنح بدخول الجنة فحسب ؛ بل وكلا منها رغدا حيث شئتما متعة بالأكل مما خلقه الله من جنته ،نترك مافي الجنة من نعم منها ما أخبرنا الله بها ومنها لم نعلمها .. وكل ذلك وإبليس يزداد غيظا وحسدا وحنقا !! الأكل أيضا لمن أنا خير منه!!  ، وأنا ممنوع عن ذلك كله! .
لا بد من عمل سأنتقم فيه من هذين المخلوقين !!! وياليت الأكل بحدود حيث شئتما رغدا ، ورغدا تفيد والله أعلم بلا حدود وهنا علينا إدراك كم نحن الخلائف ،المستخلفون لبعضنا في الأرض ،لنا من أهمية ومكانة عند الله تعالى؛   كم لنا محبة عنده . وفي القواعد الإجتماعية الثابتة لدينا أن من يحترمك ويكرمك ؛ ويبجلك ؛ ويفضلك . عن الآخرين لابد من أن ينعكس ذلك على ذاتك؛  وترد له الفضل ما استطعت إليه سبيلا ، وأحيانا من يمنحك العطايا لا يحتاج إليك .
فبماذ تردله صنيعه ويقول المثل الشعببي ( ما حدا بنام تحت الحمل ) ويقول مثل آخر ( من خشن وأعطاك نعم واعطيه ) ويقول آخر :.( كلشي قرضه ودين حتى دموع العين ) هذا بيننا نحن البشر ، فكيف بنعم الله علينا ، كيف وبما نردها !!! :
( إن الله غني عن العالمين . فلم يبق لنا إلا احترامه وتبجيله وتقديسه ؛ لأنه لا عطاء بعد عطائه اللا محدود ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) .
ووده وتبيجيله لا يتأتى بالحب العاطفي الذاتي ، بل بتلبيتنا ،والتزامنا بما أمر نا إتيانه . وما نهانا عن فعله وفق استطاعتنا
( اتقوا الله ما استطعتم )
نرد نعم الله بحبه ، وبالتقوى ، وبالطاعة ، وحبنا لبعض لوجهه الكريم . والنهي عن ما يبعدنا عنه

أ: علي علايا ?الشارع العربي ?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى