رياض فكر

مجتمعنا الشرقي

و الحرية المطلقة

على مجموعة حوارية عنونت بأنها تناقش الفلسفة والمنطق ،

نشر شخص منشورًا حول الحرية ، أشار فيه أن: الحرية حينما تخضع لقوانين المجتمع تجرد من معناها.

دخلت في حوار استمر ما يزيد عن الساعتين في محاولة للوصول لإيصال فكرتي حول مفهوم الحرية ،

طبعًا الشخص حواره لا علاقة له بالحرية من ناحية دينية لعدم وضوح اتجاهه الديني :
وكانت وجهة نظري أن الحرية كمفهوم يصطدم لدى فهم البعض له بالإطلاق ،

فمفهوم الحرية المطلقة يتعارض تمامًا مع تطبيقه واقعًا ، فالحرية المطلقة تقود للفوضى..

لمجتمع غير محكوم بقواعد  مجتمع تنتهك فيه الحريات وهو ما يتناقض مع معنى الحرية .

فمثلًا خلال المرحلة السابقة ، حينما أيد ماكرون نشر الصور المسيئة للمسلمين انطلاقًا من حرية التعبير..

فقد انتهك حرية المعتقد لدى المسلمين بإهانة مقدساتهم وهذا يناقض مفهوم الحرية .

حينما يتم إنتقاد الحجاب ويمنع في بلد ما ، تحت بند الحرية فهو انتهاك لحرية من يود ممارسة حريته بارتدائه.
ومما لا شك فيه أنه حتى لدى دعاة الحرية ،و المفتونين بالعولمة و اللادينيين وغيرها ، تناقض وتمزق داخلي..

يظهر حينما تضع أصبعك على بعض القواعد الراسخة لديهم .

بعد حوار طويل طرحت سؤال على محاوري :
– هل أنت متزوج
– فكان جوابه شقين ، أنه بصدد تأسيس أسرة ، والٱخر أنه ما علاقة حوارنا بزواجه .
– عقبت على كلامه : عند زواجك هل ستمارس حياتك الحميمية خارج إطار الأسرة – عملًا بمفهوم الحرية –

أو ستسمح لشريكك بذلك دون رد فعل أو أي إرتكاس .
فمنعك له – إذا رفضت – ألا يعتبر انتهاك لحريته ؟
ورفضه هو لفعلك كذلك ألا يعتبر انتهاك لحريتك ؟

هنا فقط توقف معقبًا أن الحرية تخضع لقواعد أخلاقية وإجتماعية .
قلت إذن ما دامت تخضع لقواعد؛ فهي ليست مطلقة..

الحرية ببساطة هي حرية إختيار – افعل ما شئت – لكن مع تحمل العاقبة ،

ومادام هناك عاقبة فهناك ضوابط، وبالتالي تقييد .
الحرية هي حرية الإختيار فقط ، ليس هناك حرية مطلقة ، الحرية المطلقة فوضى مدمرة..

سليمان_عمر** الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى