قصص من الواقع

ما سبب منشورات إبن المدينة والريف .

من كم يوم وأنا أقرأ منشورات عن إبن المدينة والريف ,  بصراحة مجرد ذكر هذه العبارة ونشرها فهي تعبر عن شيء من الجاهلية و الطائفية والتفرقة , وخاصة نحن اليوم كسوريين نعيش حالة حرب أشبه بالطائفية و نحتاج فيها لكل كلمة تجمع ..

ليتنا نقصد من هذا , مبدأ من لم يكن فيه خيراً لأهله لن يكن فيه خيراً لغيره فالأمر يختلف .. وأذكرُ عندما كنتُ قاضياً للتحقيق في عين العرب وهي منطقة فيها إخواننا الأكراد ,  وأنا عربي وإبن المنطقة …..

وأحياناً قبل أن أدخل مكتبي صباحاً أرى أشخاص عند الدرج كمراجعين ينتظرون . فأنا أشك أنهم من قريتي لأني لا أعرفهم كلهم . فعندما أدخل مكتبي فوراً يدخل خلفي الآذن أو الحاجب فأقول له نادي على هؤلاء الأشخاص فيقول : هم ليسوا مراجعين عندنا . فأقول أعرف . فيقول لهم : القاضي يريدكم فيقولون : نحن ليس عملنا عنده لأنهم لا يعرفوني . فيدخلون عليَّ فأجلسهم وأطلب لهم قهوة وأعرفهم على نفسي وأني إبن فلان فيعرفوني وأتعرف عليهم من آباءهم , ثم أفهم حاجتهم وأرسل معهم الآذن فيقضي حاجتهم ويذهبون . وهكذا كلما رأيتُ أحداً منهم . لكني والله لا أقصد سوى المودة والقربة . ولا أفضلهم ولا أميزهم في دعوى عن غيرهم وإنما جهد إضافي مني . وكنت عندما أمشي في الشارع ومعي سائقي كردي يترجم لي مايقوله الناس لبعضهم : هذا هو القاضي الكويس . وكنت ألعب معهم ورق طرنيب أحياناً وهم يستغربون . لأنهم لا يكادوا يصدقوا مايرون مني وما يسمعون عن معاملتي وقسوتي مع أجهزة الأمن الفاسدة وحتى الحزب وضباط من القصر الجمهوري لم أسمح لهم بشرب فنجان قهوة في بيتي ليتوسطوا ( منهم العقيد علي بدران القرداحة ) . والكل يعرف هذا . لكني كنت مع ضعيفهم وأناصره ولا كبير عندي إن أخطأ وذكرت بعض الحوادث سابقاً ..

وفي إحدى المرات ذهبت أحلق عند الحلاق وكان معي السائق فهو رجل طيب كردي ويحبني بإخلاص .. والحلاق قال للسائق بالكردي : أسمعُ أنَّ مُعلمك يجيد لعب الشدة الطرنيب فإني أحب أن ألعب معه يوماً عندي , فترجم لي السائق . فورا قلتُ له أحضر شريك وهنا ألعب معك لكنه فكر أمزح معه , وأصريت وأحضر شريك ولعبنا بالمحل وخسرتهُ .. أصبح الناس يتدولونها حكاية .. , ولا أظن أحداً يكرهني هناك .. المهم مثل هذه المنشورات عن المدينة والريف ليس هنا محلها ولا وقتها , واذكروا لنا ماذا قدمتم أنفسكم . وشكراً .

بقلم : القاضي حسين برهو حسين**الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى