خواطر

لمن تدق الكلمات

اللاحرب اللا سلام

 

جلست  إلى المكتب … وفي ذهني أن أكتب شيئاً عن المناقشات التي تثور على صفحات السوشيال ميديا ، حول ( اللاحرب و اللاسلام ) ولكن وبعد ليلة كاملة و جدتني أكتب شيئاً بعيداً تماماً:  قد يكون شعراً وقد يكون مشروع رواية؛  ومن يدري فقد يكون له علاقة باللاحرب و اللاسلام .
القلم لا يكتب به حبر أزرق بلون الورق ؛ و لكنه لا يكتب ؛ إذن  فلنتكلم فالكلام مريح في أغلب الأحيان لا .. دق اللسان في سقف الحلق بمسمار لا .. شيء يساوي صدقيني كل شيء هادئ ساكن ، الماء والهواء لا لون ولا طعم ولا رائحة ..

إلق بالسيكارة فقد أنطفأت.
لا .. ليس هكذا لا تكن قاسياً ، يكفي ضربة من كعب القدم ، ولكن سيكارة جديدة و أبجرة جديدة تخرج ولكنه عاد إلى الشرود : لا مفر أكتب حرفاً وأضف إليه حرفاً آخر وزد عليهما حرفين ، من الممكن أن تصبح كلمة ..
( بلاد العرب أوطاني )
لن نقول : لمن تدق الكلمات
لها ، لك لكل الناس ، لست ( نبياً ) و لست رسولا و لست عيس الذي حمل كل الألأم على صليبه ، ولست فرعون الذي حمل كل الأثام و لست ( هيرقل ) حامل الصخرة على رأسه .
لا .. لست واحداً من هؤلاء ولن تكون .. لن تصلب بجوار اللص ، ولن تغرق في مياه النهر ولن تسرق قبساً من نار ..
كانوا إذا سألوا أجابوا ، وإذا قالوا سمع الناس ، فاخفض عينيك و تأمل صورتها ، فالصوت في أذنك و العين في عينك و تأمل صورتها .. فالصوت في أذنك والعين في عينيك و تمثال ( بجمالون ) يحرك شفتيه يوماً ما ..
قابلتها لم تكن مسؤولاً ، لم تكن تعرف لم تختر قدمك الطريق ، ولم توحِ حتى برأسك ؛ ولا حتى نطقت عيناك ؛ و لكنك تبعتها و مضيت ورائها و ستظل بنت الماضي بنت الحاضر ، بنت المستقبل ، بنت الحارة ، والحب الأول و الأوحد .
والقلم لا يكتب به حبراً أزرق بلون الورقة ولكنه لا يكتب ،!  والحاكم مازال على المسرح بمسرح الفرسان والحكماء كثيرون ، شجر النارنج ، وطلقات الرصاص .. وفي الطائرة فيلم عن رجل يغني ويعربد ؛ والرجال تحب وتخون وعلى المسرح ناس تشتكي الهموم ، وعلى باب الدكان مساع إسم أبا حمزة ، أسمر في لون الحزن الهادئ ؛ ويصيح مع الرنات : نعم يا شام .. نعم يا شام .
وأفكار تدور ليل نهار و القلم لا يكتب والأفكار تدور ، الليلة قالت :
وإذا قالت : صدقت أو كذبت لا أدري بالضبط ماذا قالت رغم المانشتات السوداء كلام بالأحمر عن ثورة شعب في حزر الفلفل والمطاط .
وسفينة تذهب للمريخ و ثياب تعرض في باريس .
يارب الرحمة ، و زعيم يقول ، و سلطان يهدد ، ورئيس يعربد .. و أحاديث عواجيز الزفة تطول و تطول ، يارب الرحمة والقدرة والصبر .
فالحكماء كثيرون وجاء شوق ، حسناء الجنرال بتصميم على الزرقة؛  وعلى شفتيها بسمة لا تشبع قالت : وكثيراً ما قالت وتقول : اليوم جميل .. في الطائرة شاب أمريكي بذراعي وسمعت الجار يتمتم بجمال العرب والهند : يابنت ( الشليتة ) ومضت لا تسمع ولكني لا أرغب في الإطراء .
وأنا أعرف أني حلوة مرغوبة ، أو ليس كذلك ، يا بنت ( الشليتة ) ، عيناك تشي بجفاف الكلمات في صوتك رنة ساخر أو جاهر عن ماذا أكتب ..
عني عن أخرى ..
قل لي ، حب آخر عن آخر أكبر منك و أحلى منك عن أم عن سورية عن العراق أكتب ، أكتب عن ثورة البلد
عن شعب يناضل ؛ و يقاتل و يضحي بالرغم من الحكماء؛  و الإستهلاك عن شعب لم ينس سورية ؛ لم ينس العراق؛  لم ينس فلسطين؛  لم ينس الحزن والآلام والسجون والتعذيب …..
و أترك بأسك و اهجر ألمك وبعيداً عن أسوار العدم ، تحرك القلم به حبر أزرق و الورقة تتلون ، والكلمة تنطق .
أكتب و ٱنبض بكلام سيكون ، بكلام لا يعرفه الحكماء لا يفهمه إلا البسطاء ؛ و بكلام سيكون وفي الغد طلقة مدفع ……

د.فراس فارس **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى