قصص من الواقع

قصة الحب والعشق .

صدفة اللقاء

بعد أربع سنوات من العمل المتواصل قررت أن أذهب زيارة إلى المغرب وطلبت أنْ لا يتصل بي أحد سوى إبني ليعطيني النشرة عن سير العمل . كنتُ أمشي لوحدي أستمتع بجمال الطبيعة الخلابة ومنظر البحر . كل مساء عند الغسق كنت أجلس على نفسِ الطاولة أشربُ قهوتي وأراقب الشمس وهي تودعنا . في آخر مساء وبعد الغسق تركت طاولتي إلى الكورنيش المزدحم بالناس , كان عندي سؤال أريدُ أحداً أن يدلني , وإذ بإمرأتان عليهما من الوقار والحشمة أمامي . فقلت أسألهما . فسلمتُ عليهما فلم يردا عليَّ وتجاوزانني فالتفت إليهما وبلهجة عتابٍ فيها شيءٌ من الغضب فقلت : ولماذا لم تردا السلام وهل شكلي يوحي أنني أزعر ؟وأنتما إثنتان والشارع مزدحم وتابعت عباراتي بغضب .. فاعتذرا لي وبإبتسامة مُضيفٍ لضيف وقالت إحداهما : أنت تونسي ؟ قلت سوري . فأغدقا عليّ بعبارات الترحيب والثناء وعلى أهل سوريا, فقمت بالإعتذار لهما عن شدة لهجتي باللوم والعتاب و عرضت عليهما أن يقبلا مني دعوة لفنجان قهوة على نفس الطاولة التي لاتزال قريبة مني . فتشاورا وقبلا دعوتي .. كانت أسئلة تعارف بود واحترام , هنا كان موعد إتصال ابني معي للنشرة فعلما أنني متزوج وماذا أعمل و.. لاحظت إحداهنٍَ تكلفت بالتحقيق معي والثانية كانت زوجة خالها .

من المصادفة وأنا لاأؤمن بها . قالت الفتاة أنا أزور زوجة خالي منذ إسبوع وغداً مسافرة .. وهذا حالي أيضاً جئنا سوية ونغادر سوية إنه القدر . طلبت رقم هاتفي فقلت أنني مسافر صباحاً فأعطيتها . كل هذا كان نصف ساعة . عدت إلى ألمانيا . إتصلت مرة فهنأتني بوصولي . بعد أيام إتصلت وأصبحت تتصل كل فترة وكنت لا أرد وأتهرب لكن لاخلاص, قرأتُ الإعجاب في حديثها . فقلت لها بصراحة : لماذا تتصلين فأنا متزوج عندي أولاد وأنتي شابة وجميلة وأنا ليس لدي وقت لهذه المسائل ..

قالت : إسمع أنا لم أعرف شاب في حياتي حتى أهلي يقولوا عني معقدة و أنا جادة ولكن أنا أحببتك وكان حلمي أتزوج سوري لأنهم رجال يحافظون على نساءهم ويحبونهن . والذي أحببني فيك قوة شخصيتك وثقتك بنفسك , و كيف أنبتنا و زجرتنا وأنت لاتعرفنا

ترك كلامها الصادق في نفسي أثراً . لكنني متزوج وليس هذا وقت الزواج . بقيت تتصل فقط إتصال حتى أحببتها على حبها لي وإعجابها بي فقررت أن أهبها نفسي حباً مرةً وأحببتها  ……

أهلها عائلة محافظة ولا أحد يعلم غير زوجة خالها وأخيراً أختها الصغرى. يُعرض عليها الزواج لأوربا و في المغرب فترفض دون سبب يعرفونه حتى قالوا أنها جُنت .نعم مجنونة.بعد أربع سنوات علمت أمها من زوجة أخيها أنَّ إبنتها تعشق سوري فتركوها . فذهبت و خطبتها أصولاً بحضور كل أقاربها وكانوا سعداء فخورين باختيارها فسكتوا عنها . حاولنا الزواج فحالت بيننا القوانين والحدود وحتى أقدار السماء . فأصبرها مرة ومرة تصبرني وليس بيننا سوى الهاتف  , عندما يشتاقُ أحدنا يسمع صوت الآخر فيسكن .. لم نرَ بعض على وسائل النت أبداً,هي معي على الفيس لتكتب لي فقط . لا تغامر بي ولا أغامر بها  , وأولادي يتحدثون معها وتتحدث معهم و تحبهم .

إنها نصف ساعة بدأت , واليوم سبع سنوات خلت . إنها قصة أعتز بها وأختصرتها بكلمات ويعرفها كل أصدقائي . لم نخالف شرعاً ولاقانون , حتى اللمس ممنوع . ……. .

بقلم : القاضي حسين برهو حسين .**الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى