رياض فكر

طبيب الفقراء

 

رحل الجسد وبقيت الذكرى الطيبة العطرة …كلما ذكر إسمه وجدت نفسك في حالة من السعادة يمتزج بها شعور بالاطمئنان إلى أن الإنسانية مازلت موجودة في عالم يؤمن أكثره بالماديات ….
طبيب الغلابة …..هكذا أطلق عليه محبوه …
طبيب بدرجة إنسان أدى رسالته في الحياة وأعطى بلامقابل …
دكتور محمد مشالى الذى ولد عام أربعةوأربعون بعد المائة التاسعة عشر ميلاديا في محافظة البحيرة لأب يعمل مدرس …ثم انتقل مع والده إلى محافظة الغربية وٱستقرت الأسرة بأكملها في محافظة الغربية …
تخرج من طب القصر العينى..وتخصص في أمراض الباطنة والحميات ….
ولكن….. كم من طبيب تخرج معه.لم يكونوا محمد مشالى …. يشاء الله أن يرفع قدر هذا الرجل نظرا لما قدمه من تضحيات لأبناء أخيه …
ومافعله من خير وتخفيض قيمة الكشف لمرضاه ….
الطبيب الإنسان الذى لايحمل مرضاه أعباء تذكرة الكشف ويحاول تخفيف أعباء الحياة عنهم ….
دكتور محمد مشالى الذى ظلت عيادته على وضعها القديم وماتحويه من سرير قديم ؛ومكتبة تحوى كتب في جميع المجالات الثقافية وميكروسكوب تشعر أنه قرب على الهلاك ومكتب صغير …….
مواقفي  مع  الدكتور مشالى ..
بدات معرفتى بالدكتور مشالى حينما كنت طفلا صغيرا …و كان من حسن حظى زياراتي له  حينما عملت بمجال الدعاية الطبية ….
كانت ذاكرته قوية على الرغم من كبر سنه …كان لسانه عذب ..
هادىء الطباع مثقف بدرجة كبيرة جدا …
ولكن ماعندكم ينفد وماعند الله باق ….
ماقدمه دكتور مشالى طوال حياته في مهنة سامية ورسالة راقيه ومعاونة للناس؛ وإحساسه بقهر الحياة وتخفيفه لأعباء الحياة على الناس …كان له الأثر الأقوى في الفترة الأخيره؛ أن يرفع الله قدره في مصر كلها… وفي بعض البلدان العربية ….
ولأن نموذج دكتور مشالى من طبيب ومثقف وإنسان يشعر بآلام الناس؛ أصبح من النوادر في ذلك الزمان …….أصبح إسمه مقترنا بالعطاء …
…ولكن سنة الله في الكون أن الموت هو نهاية البشر …
فقد شاء الله في هذا اليوم الموافق الثامن والعشرون من شهر يوليو للعام العشرون في الالفية الثالثة أن ينتهى عطاء هذا الانسان الذى ندعو الله أن يجعل عمله وماقدمه من خدمة لأهله ومرضاه في ميزان حسناته ..

مات مشالى الإنسان ورحل جسده ولكن ستظل سيرته العذبه …
مات جسد مشالى ولكن بقيت روحه وستبقي نبراسا لكل معنى نبيل جميل … بضع وسبعون عاما من العطاء والإخلاص والحب … عمرا باكمله في خدمة المرضى ……الكلمات مهما إرتقت لن تصل إلى وصف ذلك الإنسان …واللسان عاجز عن التعبير عنه …….
مشالى هو قصة طبيب بدرجة إنسان …
مشالى هو نموذج العطاء الذى لاينقطع ….
مهما تحدثت لن أوفيه حقه …
كل ما أستطيع قوله أن مشالى سيظل في الذاكرة ……
وستظل أعماله شاهدة له ….
رحمك الله ياطبيب الغلابة …

محمود صلاح  **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى