قصص من الواقع

ثمرة الفاحشة

#قصة_حقيقية

في يوم من أيام  سنة 1994 ….دخل مكتبي رجل  وقال ياأستاذ لقد أرسلني صديقك فلان وقصتي أنني رجل عقيم وقدمر على زواجي عشر سنوات ولم أرزق ولدا وأنا رجل ميسور وأملك سيولةنقدية تبلغ أكثر من سبعمئة مليون ليرة سورية ..وإني سأوكلك بقضية ولا تسأل عن الأتعاب سأعطيك إذا طلبت عشرين مليون وأكثر؛ إذا تَطَلَّبَ الأمر

قلت في نفسي ( الله جابا)ماهذه الدعوى!!!! .

قال : ذهبت لأكثر من عشر دول أوروبية؛ وكل التحاليل أشارت لعقمي وأنا أحمد الله . على كل حال.

تسلمت طفلا ملقى بجانب أحد الجوامع؛ وهو مولود لتوه وسجلته على إسمي وإسم زوجتي وحاليا هو عندي وعمره تسع سنوات؛ وبعد شهور من إعالته حملت زوجتي .استغربتالأمر !!!!.

فقالت قدرة الله ( لا إله إلا الله وهو على كل شيئ قدير .!)
لكنني لم أقتنع فذهبت لأوروبا ثانية؛ وحللت خصوبتي في أكثر من عشر دول والنتيجة كالسابق .

عدت لسوريا والريبة تنتابني؛ وصرت أراقب تحركات زوجتي إلى أن شاهدتها بالفحشاء مع قريب لي؛ فطلقتها  بعد ولادتها  بنتا ..

وبعد طلاقها أقدمت على حرق أختها زوجة الفاحش وهي نائمة بعد إلقاء مادة المازوت على جسدها فألقي عليها القبض؛ وأقرت بالجرم وكان دافعها قتل  أختها لتتزوج زوجها الحبيب….
هو يتحدث وأذني على ماهية الدعوى التي سأجني منها عشرين مليونا ولم أهتد لذلك حتى الآن .
وأردف يقول حكمت خمسة عشر عاما؛  لأن أختها لم تمت لكنها تشوهت؛..

قلت له ستوكلني لإخراجها من السجن؟

قال:لا لكن إبنتها صار عمرها تسع سنوات ؛والصبي عشره
والدعوى لنفي نسبها مني . لأنها قد سجلتها بعد الولادةبإسمي  .ولا أريد أن ترثني ابنة زنى .
كان الرجل يتحدث وزفرات الحسرة واللوعة تشارك أوتارحنجرته؛ ويظهر نغم الصبا العراقى على مقامات صوته ؛ كما يبدو من كلماته شدة الإيمان (الفطري) بالله
إنغمست عواطفي وجوارحي وروحي مع حاله .
فقلت له : أخي الكريم ليست أتعابي المشكلة؛ لكنني
لاحظت ولمست إيمانك العميق بالله .

قال:نعم .

قلت :والرسول يقول من ستر مؤمنا في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة ؛ وهذه طفلة وفي نفي نسبها منك ستسجل في خانة الزنى لدى السجل المدني على أب وهمي في الخانة المعدة لذلك وهذا قد يوصل مصيرها لابن زنى يتزوجها؛ والأغلب ستصبح زانية والسبب أنت وأنا .فكيف نلقى الله ؟ وماذا نقول له !

ومن ناحية أخرى قوله تعالى: المال والبنون زينة
الحياة الدنيا ؛وهناك من رزقه الله الإثنتين وهناك من رزقه المال دون البنون؛  غنيا ليس له اولاد مثلك وهناك من رزقه البنون  مع فقر وهناك من لم يرزقه لا مال ولا بنون؛ وإذا سألته يقول : الباقيات الصالحات خير عند الله وأبقى ؛ وفضلا عن هذا فإنك ستحرم ابنة زنى لتورث ابن زنى الذي أتيت به من جانب الجامع؛ وهو مولود لتوه فلماذا لم تترك الطابق مستور علَّ ذلك يدخل في حسناتك ويتسبب لي بحسنة دون إنقاص من حسناتك ؟
أنارأي أن تذهب لمدة أسبوع وتشاور نفسك؛  وعد إلي
بعد ذلك إن قبلت نصيحتي حتى أحمد الله وأسر؛ وإن لم تقبل سأتوكل لك في هذه الدعوى وهذا من حقك في الدنيا…..
ذهب الرجل وبعد يومين حضر من أرسله إلي  .
قائلا : جئت من طرفه  ولك  هدية  منه
مئة وخمسين ألف ليرة سورية ؛ وقد قبل نصيحتك ومنوها بك انه دخل  إليك  وعلى صدره هم أكبر من الهملايا؛ وخرج من عندك ولديه خوف من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون؛ وطمع في جنة عرضها السموات والأرض..

قلت له يا أخي والله لوكان معي مبلغا بقدر هديته لوضعته في هذا الكيس مع مبلغه كهدية له لأنه منحني حسنة أكبر….. حين قبوله التستر على ابرياء لاذنب لهم سوى أنهم وجدوا من ابوين لم يخافا الله بفعلتهما …
ومن تستر على بريء  ستره الله في الدنيا والٱخرة …

المحامي: علي  علايا #الشارع _العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى