خواطر

بحر حبها

جلست بقربها
أتأملها
والكأس يداعب
أناملها
وبريق ثغرها
يفرش الضياء حولها
فبدت أطياف شرابها
حلة تتمايل
حول عنقها
آه
لو كنت كأسها
لتثملني بطبعة وسمتها
وأصبح
بين صحوة وسكرة
أترنح على أنغام رشفتها
وأحلم أني طفل
يذوب بأحضانها
عصفور يتلاشى
في ثنايا شعرها
نظرت إلى
وابتسمت
كأنها لهمساتي
لملمت
لأحلامي
اخترقت
جعلتني تمثالاً
ورحلتْ
تركتني وحدي
أعانق كأسي
حطّمتُه بيدي
فسال دمي
يجري خلفها
مسرعاً
عبد الطريق أمامها
بقصائد حب
مستغيثا بها
خائفاً
أن نصبح
سهيلاً وسهى
فالتفتت إليَّ
عائدة
كحمامة
سبقت أسرابها
كأن الأرض
مزقت أوراقها
حضنت يدي
لتوقف نزفها
بدموعها
أطفأت
ثورة بركانها
أصبحتُ قطعة ثلجٍ
أذوب بين راحتيها
فسالت أحزاني
وارتمتْ بأحضانها
كطفلة ضائعة
وجدت أمها
لملمتْ دموعي
وأشواقي
جعلتْها زورقاً
يسبحُ
في بحرحبها

أمير سنقر **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى