نثريات شعرية

العمرُ المُحتل..

جسر التنهدات

ا

الّذي أعطاني جمرةَ القلبِ هذه، وبارك في شآبيبها..
دلَّ كلَّ الأرواحِ الخريفيّةِ عليها.
فحزموا أزماتِهم،
وارتموا فيها!

يا عمراً مروّساً بدمِ آخر عصفور
يا عمراً مبتلياً بالأفكار البيضاءِ
والحياةُ جنازة!
يا عمراً كالكفّارةِ..
خلفَكَ إمارةٌ من التشكّراتِ العازبةِ..
وأمامَكَ..
شياطينٌ جميلةٌ تفجّرُ ديناميتاً في دمي!
فلمَ انساقَتْ خطاكَ المعسولةُ إلى (جسرِ التّنهدات)*؟
وللمتنهّدينَ حقٌّ على الإله!
حقُّ أنّهم حين استلموا لعبة الحياةِ،
لم يكسروها ليتذوّقوا قلبَها..
قبّلوها، وحملوها ككتابٍ مقّدسٍ!

(كلُّ متاعبِنا نجّرَت قوسَها من ولائنا، وتدرّبَت على عصافيرِ صبرنا)
وكإعلانِ شقاقٍ بين أمومةِ العاطفة
وأبوّة الحزن؛
كسرَ صبيُّ الرّضا خابيةَ الصّمت..
من يدلُّني على خارطةِ المشاعر؟!
سأفردها على اتّساعِ الدّلالاتِ، وأطمسَ بلدةَ الطّيبةِ فيها
ربّما وقتَها..
تخشاني الحياة،
وتقلعُ عن رمي المنكوبين على بوّابةِ عمري..
كأنّهُ ميتمٌ،
ثم تهرب!..

سعاد محمد**الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى