الدين والمجتمع

السلفية الحديثة

السلفية عند السلف الصالح

السلفية في عهد السلف كانت المنهج الأصيل لفهم معنى الإيمان بالله بقدره وقضائه والإمتثال له ,والثقة به في فهم الدين ورسالته الإصلاحية لمجتمعها، لتقويم ماعليه من تجاوزات وإنحرافات في فهم الدين ..  كانت زهداً في مجتمعات الترف والجشع ،تحاول تصحيح مسار المجتمع الذي كثرت فيه الإنحرافات وآنتشرت به مظاهر النفاق, والتملق ,لأصحاب المال والجاه والسلطان ..

كانت صلاحاً وتقوى ،خلقاً وأدباً ، في المدافعة عن حقوق المستضعفين ,رافضةً سلوك المارقين  على أن يكون الدين مطية للظالمين ، وأن لا يبرر الظلم بإسم الدين ، كانت السلفية محببة قريبة من النفوس ناصحة داعية للعدالة الإجتماعية وآحترام الإنسان للإنسان …

سلفية الأولين كانت تنمي قيم الخير بالكلمة الطيبة , وتمقت الفساد والإستبداد وتحاربه ،و آعتزلت السلطة والجاه وزهدت بهما، وعملت لله وفي سبيله ،لم تغريها سلطة ولم يدفعها طمع ، لم تطأطأ رأسها إلا لله, مؤمنةً به متمسكةً بهدي نبيه راضية زاهدة بكل ما يشغلها عن الله من متع الحياة..

هذا ما كانت عليه السلفية ولا يتبعها إلا من آختار التقوى ..يذكرون الله قياماً وقعوداً; فكانت متميزة بعبادتها وزهدها عن أحوال الدنيا , لايشغلها في دلك إلا رضى الله ……..

نفاق أئمة قتل أمة ،

أما السلفية الحديثة ،باتت في أيامنا هاته مختلفة في أصولها ومناهجها ,فهي لم تخرج من رحم سلفيةالأولين, بكل المعاني والأساليب والمفاهيم لتعاليم الدين وحب الله جل جلاله ..

أخدت بعدا ومنهجا مخالفا, حيث أصبحت فيها حلقات الدكر عبارة عن راقصون يتمايلون على ذكر الله ضاربين إحترام لفظ الجلالة بحركاتهم رياءًا لنيل مصلحة  دنيوية ، والوصول إلى أكبر عدد من المغفلين الجاهلين ليقدسوهم ويزينوا لهم نفاقهم , ماضين في ضلالتهم فأصبحوا شياطين الإنس الذين أخذوا الإسلام والمسلمين في رحلة داخل نفق الجهل المظلم خدمة لأسيادهم ،وإرضاءً لأطماعهم ، فغدت  فوضى في الدين والعقيدة , وخرجت عن المفهوم العقائدي الصحيح لما كان عليه السلف الصالح , فأصبح نفاق بعض الأئمة  فيه قد قتل أمة بأطماعه وجشعه , وتكالبه على السلطة وحب الدنيا مختفيا وراء ستار الدين لتحقيق أهدافه الدنيوية فضاع بنفسه وضاع من تبعه على نهجه إلا من رحم ربي ……

والله من وراء القصد……

 

كمال عبود **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى