قصص من الواقع

الخنزير موران

(ذلك الخنزير موران )   قصة للأديب الفرنسي:

( جي دي موباسان )

القصة تتحدث عن شخص غريب راح الى قرية فرنسية فوجد أهل القرية جميعهم يشتمون :

( ذاك الخنزير موران ) ، ودائما يقولونها صباحا ومساءا ؛ في قيامهم وقعودهم وجلوسهم ، وكل ما يقولونها يشعرون بالرضا والإرتياح ،

فقرر هذا الشخص أن يبحث ويتقصى ويسأل ليعرف ماقصة الخنزير موران وما هي سيرته ومن هوموران!
بعدها علم ان ذلك الخنزير موران ما هو إلا شخص قروي بائس وفقير جدا؛  كان قد قصد القرية منذ عدة سنوات ، فشاهد فتاة جميلة جدا فلم يتحملها عقله وركض نحوها وقبلها فجأة على خدها ، وكان رد الفتاة أن صفعته واستنجدت بأهل القرية الذين أشبعوه ضربا وصفعا وطردوه من القرية ،

ومن يومها أصبح موران بأذهانهم رمز الخسة والنذالة والوضاعة ورمز لكل أوغاد العالم .
وهكذا أصبحت قصة الخنزير موران حدث تاريخي مفصلي ، وكل من في القرية إذا أراد أن يذكر حدث ما مثلا يقول : من قبل ما اتى موران بسنتين؛  فيرد الثاني ويقول حدث معي كذا بعدما جاء الخنزير موران بكم شهر ….
الشخص الغريب الذي عرف قصة الخنزير موران أخذ يبحث عن الفتاة التي أضاعت صواب موران بعدما رأى جمالها والتي صفعته واستنجدت بأهل القرية ، وفعلا بعد أن اجتمع بها واعجب بجمالها كثيرا تقرب منها وعرض عليها أن يقيم علاقة معها فوافقت ، ولكنه فوجئ بعد الإنتهاء من ممارسة العلاقة معها أنها تقول : ذلك الخنزير موران ، سبب العار القذر للقرية .
في اليوم التالي يكتشف هذا الرجل أن هذه الفتاة على علاقة مع ثلاثة أرباع رجال القرية ، وبعد يومين أيضا يكتشف:  أن معظم أهل القرية نصابين ومخادعين وكذابين والقرية كلها غارقة بالفساد والخطايا والذنوب القذرة والنفاق ، ولكن لا احد منهم ينسى أن يشتم ( الخنزير موران ) ويلعنه ، لان ذلك يعطيه الشعور الشديد بالتفوق وأنه هو أفضل من ذلك الخنزير موران .
هذه القصة تعطينا صورة عن معظم التجمعات البشرية وتظهر  لنا كم نحن عنصريين مهما تجملنا وتغلفنا بقشور زائفة ، ونعمل ما نريده بل وفقط بالسر، المهم ان لاتظهر قذارتنا للآخرين ، ودوما نبحث عن ضحية ليكون شماعة نعلق عليها خطايانا ونلعنها ونشتمها ليل ونهار؛  لنحصل على إحساس بالرضا والتفوق وأنه نحن المخلصين القديسين المنزهين عن إرتكاب الأخطاء .
قد تكون ذاك الغريب داخل القرية
ولربما تكون تلك الفتاة اللعوب
او قد تكون أحد اهالي القرية
لكن إياك إياك أن تكون ذالك البائس موران

أحمد كرونبي **الشارع العربي **
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى