من وحي قصائدي

الحمامة التي ٱ حتضنت بيض المطر

لمن ستبيعُ يا زمنُ ريشَ الحمامِ الّذي نتفتَهُ،؟

وقد لزمتِ القوافلُ دارَ الصّمت
بعدَ أن أوحلَ التّاريخ؟!

ستبكي شعوبٌ تبحثُ عن شجرةِ عائلتِها،..

وتسألُ الصحراءَ عن خنجرها الأوّلِ وقصيدتِها الجريحة!

بالأمسِ..
أجّلَ ( الكسعي) أظافرَهُ..
ونزلَ عن صليبِ العبرةِ ليأكلَ من رغيفِ الماء
كان طيّباً كالحنثِ
عليهِ سمسمٌ من رجال!
لا البحرُ خبّازهُ
ولا التنورُ الشّام!
بالأمسِ احترقت عظامُ الأيّامِ
واحترقَ الأصدقاء!
طيّبَ الزمانُ نومَكِ يا شام
ابنتُك بالأمسِ نامت في العراء!

الحمامةُ الّتي احتضنت بيضَ المطرِ
احترق جناحُها،
رغم أنّها بنتُ عمِّ الماء
الحمامة الّتي أنَّثَتْ سنامَ التّاريخ
وعلّقتْ على صدرِ البحرِ وسامَ الأرجوان
الحمامة الّتي علّمت أصابعَنا الزّجلَ
تسمّمتْ بالصّمت!

لم نرهم حين أتوا
كنّا نزحفُ على بطونِنا كمحاربٍ مهزومٍ..
نتدارى من بوّابِ الأعمار..
لئلّا يقلبَ علينا صفحةَ التّراب!
حرقوا مباركاتِنا وأولادَنا القادمين
ونثروا رمادهم في المطارات الغريبة
حرقوا مراسمَ العبور،
حرقوا عاماً خلعَ قبعتَهُ وانحنى بلباقة النّبلاء
لتمرّ الحياةُ كأيِّةِ سيّدةٍ موسرةِ المباهج!
وما زال الصّمتُ سارياً!
ردّي عليكِ أعذارَكِ يا أمّةً لم نعشق منها إلّا ماضيها..
وقد احترق!

الاديبه: سعاد محمد** الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى