رياض فكر

دور الترغيب والترهيب في تربية الطفل .

من الدراسات الجميلة في فن أسلوب تربية الطفل وبناء شخصيته أسلوب الترغيب و التشجيع , وذلك لأنَّ الأعمال التي يقوم بها الطفل لأول مرة شاقة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة..كما أنَّ الترغيب يعلمهُ عادات وسلوكيات ستستمر معه ويصعب عليه تركها..

والترغيب نوعان: معنوي ومادي، ولكن درجاتهُ : ابتسامة الرضا والقبول؛ والتقبيل ؛ والضم ؛ والثناء، وكافة الأعمال التي تُبهج الطفل .

ويرى بعض التربويين أنَّ تقديم الإثابة المعنوية على المادية أولى ؛ حتى نرتقي بالطفل عن حب المادة ؛ وبعضهم يرى أنْ تكون الإثابة من جنس العمل، فإن كان العمل مادياً: نكافؤه مادياً والعكس ….

إلا أنَّ الترغيبَ له ضوابط؛  ويجب التدرج فيه حتى نصل به إلى الثواب في الدنيا والآخرة؛  وحضه على مكارم الأخلاق ؛ ويجب أنْ لا تكون المكافأة الترغيبية شرط للعمل ؛ وأنْ تكون المكافأة دون وعد مسبق, لأنَّ الوعد المسبق إذا كثر أصبح شرطاً للقيام بالعمل ؛  وأنْ تكون بعد العمل مباشرة في مرحلة الطفولة المبكرة. وإنجاز الوعد حتى لا يتعلم الكذب؛  وإخلاف الوعد .

أما الترهيب فهو أمرٌ ضروري هو الآخر لأنَّ الطفل الذي يتسامح معه والداه سيستمر في إزعاجهما، والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات:  تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة؛  والهجر ؛  والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي ؛ والضرب وهو آخر درجاتها. ويجدر بالمربي أنْ يتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان، وإنْ كان لا بد منه ففي السن التي يميز فيها ويعرف مغزى العقاب وسببه ..

من ضوابط عقاب الطفل : أن لا يعاقب الطفل في المرة الأولى ؛ بل يوجه فقط ,وأن يكون العقاب بعد الخطأ مباشرة ؛  وإذا كان خطأ الطفل ظاهراً أمام إخوانه وأهل البيت ؛ فتكون معاقبته أمامهم, لأن ذلك سيحقق وظيفة تربوية للأسرة كلها , وإذا كانت العقوبة هي الضرب فينبغي أنْ يسبقها التحذير والوعيد ….

وأخيراً على المربي أن يتولى العقوبة بنفسه ؛ وأن لا يعاقب وهو غضبان .

تحية للمربين الكفؤ  وللأطفال المهذبين ….

حسين برهو حسين **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى