رياض فكر

الأقنعة الزائفة

ظهور الفئة المختبئة 

هناك فئة من الناس لا يكون لها صوت أو صورة في الحياة الإجتماعية لكن في في الأوقات العصيبة أوقات  المحن والشدائد  , و الأزمات تظهر  هذه الفئة التي كانت مختبئة ربما خجلا أو خوفا ….

تظهر  لتستغل الفرصة , لتمنو وتكبر  ووتبرز لها أنياب الإستغلال والإنتهاز , وتتربع على كرسي الجشع والطمع , مرتدية رداء البراءة , والدين والإخلاص والوفاء …

وهذه ىالفئة لها وجوه كثيرة منها :

فئة المستغلين والمتاجرين بالأزمات ومدعي الوطنية الزائفة وتجار الشعارات وأصحاب الكلمات الرنانة التي تتغنى بكل شيء جميل وتلبس ثوب الوطنية مرة وثوب التاجر مرة وثوب رجل الدين أخرى .
يظهرون بمظهر الحكيم الذي لا ينطق إلا بالحق ، الذي يخاف على كل شيء في الوطن حتى الحجر والشجر ، ومن يخالفه فهو خائن عميل كاره لوطنه خارج عن دينه .
هذه الفئة من الناس لديها قدرة غريبة على أداء دور الحمل والذئب في وقت واحد وببراعة شديدة.
– تراهم على أكثر من صورة :

– صورة التدين الزائف , والتقوى الكاذبة , والورع البارد  , تراهم يذكرونك بالله , بالنصح والإرشاد , والنصيحة , وقل الله ورسوله  وهم أبعد ما يكونون عن الله ومعرفته, ..
– صورة السياسي المحنك, الذي يملك خبرة كل السياسين الكبار , والعسكريين في كل الحروب ، وهو أول المنتفعين من من محنة الوطن و الفساد الذي يضرب أوصاله  ويدمر مفاصله .,,, فيساهمون في تدميره وهلاكه بدون رحمة

صورة المثقف المزيف , المدعي للثقافة والحداثة الذي يفهم في كل شيء , فهو خبير إقتصادي وعسكري , وخبير مائي وهوائي ، خبير في التعليم والرياضة والفن , وكل ما يمكن الحديث عنه ، ضيف دائم على كل الفضائيات ، يقول ما يطلبوا  منه , بكل دقة وحرفية فيجود ويبدع ليرضي أسياده , ولما لا يرضيهم ورنة الدولار في كل حلقة .
أجمل ما في المحن أنها تجلي حقائق النفوس , وتسقط ورقة التوت التي يتستر بها هؤلاء المنافين المخادعين..

للتأمل

في  نظرة تأملية, هي فرصة للتذكر وتدبر والتفكر, في كل شيء حولنا , في الناس , وكيف يتغيرون , في الكون وما في الدنيا من تقلبات  ,  كل هذا يدفعنا للتأمل وكيفية الخروج  من الشدة بعبرة تنفعنا  بقية  عمرنا …..

لذلك لازم أن نكون  منتبهين , وحذرين حتى لاننخدع بهاته الأقنعة , والشعارات الزائفة ….التي تخدم مصالحها على حساب آلام ومعاناة المحرومين , والجياع من الفقراء والمحتاجين  ….

عبد الناصر حسن.**الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى