خواطر

ياسمنة والعيد

حدثتني ياسمينة بعد أن أنهت رحلتها مع السندباد وقالت :

كان يا مكان في سالف العهد والزمان

العيد حينما كان يحل في البلدان
تزين المآذن وتوقد الشموع وتوقد الأفران
والأطفال ملابسهم تحت الوسائد حتى وهم نيام
ورائحة الطعام تعم الأماكن
وتعلوا التهاني والتبريكات بين الأهل والجيران
وللمقابر حصة في الفجر تزار
أما الٱن بعدما غاب الأمان وساد الهرج والمرج
أصبحنا في العيد خائفين من شمس النهار؛ وغفلة الليل والظلام…
الأب حيران كيف يجلب الطعام والأم رمت أطفالها في النهر…
والغراب سرق الدواء ورمى الحصى وكدر الماء
العيد آه وألف آه أيها العيد
سوادٌ في سوادٍ في سوادِ
شهداء يزفون إلى المقابر
حرائق تشعل الأماكن
نساء كاسيات عاريات
وأخريات ثكالى وأرامل وأيتام جياع
كلٌ في واد يهيمون
ينتظرون حتى تلتف الساق بالساق
ويعرضون على ربهم يومئذٍ حين المساق
يرفعون للحق دعواهم
ويأذن القاضي بالحكم على الغراب
وتبقى الدعوة قائمة حتى يوم الميعاد
حينها يكون العيد قد عاد
ويعود الفرح والسرور للأرواح

هناء الألوسي **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى