الدين والمجتمع

فِي رِحَابِ القُرْآنِ الكَرِيُم 3

 

-ء دِرَاسَةٌ تَحْلِيلِيَّةٌ مُعَمّّقَةٌ حَوْلَ كِتَابِ اللهِ العَجِيْب…

— تكملةُ بيانِ رَسْمِ شكلِ الأحْرُفِ فِي القُرْآنِ الكريم…

— يؤكدُ كاتبُ الوحي الصَّحابيُّ المتفرِّدُ زيدُ بنُ ثابتٍ رضي اللهُ عنه حينما طُلبَ منه جمعُ القرآنِ الكريم في عهدِ عثمانَ رضيَ الله عنه حيث قال :
— (والله لو كلَّفوني نقلَ جبلٍ لكانَ أهونَ عليّّ من جمعِ القرآن )…
— كيف يقولُ ذلك وهو من حفظةِ وكَتَبةِ القرآن…
— لو كان القرآنُ متلوَّاً فقط من الرسولِ صلى الله عليه وسلم دون حروفٍ ذاتِ رسمٍ خاصٍّ بها لكان سهلاً عليه أن يكتبَه بمدةٍ وجيزةٍ غير أنّّه نظراً لأنَّ كتابَتّه فريدةٌ تحتاجُ إلى التثبُّتِ منْ كلِّ حرفٍ كُتِبَ بين يدي رسولِ الله خاصةً أنَّ هناك كلماتٍ بها حذفٌ أو زيادةٌ أو إبدالُ حرفٍ بحرفٍ أو تغيُّرُ الهمزاتِ أو وصلُ بعضِ الكلماتِ في أمكنةٍ وفصلُها في أمكنةٍ أخرى أو رسم التاء مرةً مربوطةً؛. وأخرى مبسوطةً وغيرُها كثير…
— كان زيدُ بنُ ثابتٍ لايجمعُ من القرآنِ إلاّّ ماكتبهُ في حضرةِ الرسولِ عليه الصلاةُ والسّلامُ وشهِدَ شاهدانِ عل ذلك…
— جمهورُ علماءِ الأمة من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين يقولون بوجوبِ اتِّباع الرسمِ والمحافظةِ عليه في كتابةِ المصاحف…
— قال أبو الحسين أحمدُ بنُ فارسٍ المُتوفى (395هجرية) وهو يتحدث عن أصل الخطِّ العربي وأولُ مَنْ كتب فيه :
(والذي نقوله فيه : إن الخطَّ توقيفٌ )
— يعني أنه من عند الله تعالى في اللوح المحفوظ…
— إنَّ أوَّلَ مَنْ فتحَ الطريقَ إلى القولِ بكون الرسمِ توقيفياً من اللهِ سبحانَه هو الشيخ عبد العزيز الدباغ نقله عنه تلميذه أحمدُ بنُ المبارك في كتابه (الإبريز ) فقد سأله :
— هل رَسْمُ القرآنِ على الصفةِ المذكورةِ صادرٌ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو من ساداتنا الصحابة؟
–قال الشيخُّ الدَّباغُ :
— (هو صادرٌ من نبينا وهو الذي أمرَ الكُتَّابَ من الصحابةِ أن يكتبوه على الهيئةِ المذكورةِ فما زادوا ولانقصوا على ما سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم…
— ما للصحابة ولالغيرهم في رسم القرآنِ العزيزِ ولاشعرةٌ واحدةٌ وإنما هو توقيفٌ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن ربِّه وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الأحرف ونقصانها لأسرارٍ لاتهتدي إليها العقولُ.

وما كانتِ العربُ في جاهليتها ولا أهل الإيمان من سائر الأمم في أديانهم يعرفون ذلك ولايهتدون بعقولهم إلى شيءٍ منه وهو سرٌّ من أسراره خصَّ الله به كتابه العزيز …
— وكما أن نظمَ القرآنِ معجزٌ فرسمُه أيضا معجزٌ…
— كيف تهتدي العقول إلى سر زيادة الألف في (مائة) دون (فئة) وإلى سر زيادة الباء في (بأييد) و(بأييكم)…
— أم كيف تتوصل إلى زيادة الألف في (سعوا) بالحج ونقصانها في (سعو) بسبإ وإلى سر زيادتها في (آمنوا) وإسقاطها من باءو وفاءو بالبقرة وجاءو في سورتي يوسف والنمل وتبوءو في سورة الحشر وإلى سر زيادتها في{أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي} ونقصانها من أن يعفوا عنهم في النساء…
— كيف تبلغ العقول إلى وجه حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة دون بعض كحذف الألف من (قرءنا) بيوسف والزخرف وإثباتها في سائر المواضع وإثبات الألف بعد واو (سماوات) في فصلت وحذفها من غيرها…
— كيف نتوصل إلى فتح بعض التاءات وربطها في بعض فكل ذلك لأسرار إلهية وأغراض نبوية وإنما خفيت عن الناس لأنها أسرارٌ باطنيةٌ لا تُدرك إلا بالفتح الرباني فهي بمنزلة الألفاظ والحروف المقطعة التي في أوائل السور فإن لها أسراراً عظيمة ومعاني كثيرة وأكثر الناس لايهتدون إلى أسرارها ولا يدركون شيئا من المعاني التي أشير إليها فكذلك أمر الرسم الذي في القرآن حرفاً حرفا)….

— يتبع في الجزء الرابع إن شاء الله…

محمدغدير**الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى