خواطر

تجاوزت الثلاثين من عمري ولا زلت طفلة

تجاوزت الثلاثين من عمري….

ومازلت تلك الطفلة التي تجوب الكون بثواني
أتنقل بين الوديان وفوق السفوح ….
وأغوص بأعماق البحار …
أعانق السحاب وأشارك النجوم برقصة
غزلٍ للبدر المختبئ بين الغيوم ….
أنثر الأزهار فوق الدروب لألون خطوات المارين …

وأعطر أطيافاً ماتزال تتنقل على دروب النسيان …
تجاوزت الثلاثين من عمري
ومازلت تلك الطفلة التي ترى إمتداد الكون بإمتداد النظر
وأن لا إنحناء للأرض وأنها ممتدة
وفي نهايتها بحر من الظلام حيث تغفو الشمس وقت الغروب
بشفقٍ ملتهبٍ حمرته كإحمرار الدماء في العروق
هكذا أرى إمتداد الكون لا إنحناء فيه
كأحلام الطفولة لاإعوجاج فيها ؛ ولاظنٌ ولاتجنّي..
مازلت أضحك وأبكي وأملأ الكون صراخاً ؛ ومن ثم أهدأ
أرسم أطياف الألوان لتجتمع فوق رأسي؛ ليتشكل قوس ألوان أحلامي …
فأمد يدي وأخبئ بين أصابعي قليلاً من تلك الألوان؛ لأنثرها في الفضاء ؛ لأزركش ضياء القمر..
وأنثر القليل بين النجوم ليزداد ضياؤها في ناظري
أحادث الطيور وأغرد معها؛ ومن ثم أحلق في فضاء واسع
أطير بجناحين أهدتني إياهما طبيعة النقاء..
وعطرتهما بطهر الوجود …
ومن صمت الأزهار أخلق عرساً مزركش الألوان
فأصمت وروحي تضج بالسرور….

….فلازلت طفلة رغم بلوغي الثلاثين …..

نسرين أحمد** الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى