وجع الفراق
حتى رقم هاتفك لم يعد فى حوزتى !! أين أنت الٱن ؟ كيف يمكننى الوصول إليك ؟
كيف سأخبرك أننى أصبحت أسوء من ذلك السوء الذى كنت تشتكين منه!!كيف ستعرفين أنه منذ أن تكسر زجاج نظارتى لم أعد أشتكى من رؤية المسافات التى تفصلنا ! وأن ذاكرتى أصابها الضعف فنسيت ٱخر كلماتك التى تعمدت فيها أن توجعيننى لتثبتى لى قسوتك وشدة بأسك .
كم كنت ضعيفا عندما هددتنى بالرحيل وأخافنى تهديدك !!!وكم كنت قويا حين لم أستدر للخلف كي أودعك وأنت ترحلين غاضبة !!!
يبدو أننى كنت سيئا بالفعل حين أحببتك أكثر مما ينبغي ؛ وظننت أن هناك حق للمحب : حين يلوم ؛ ويغضب ؛ ويهدد ؛ ويخاصم ؛ ويعترض !!!
كنت سيئا حين أغار عليك ؛ وكنت أسوأ حين أقاطعك.
وكنت غارقا فى السوء ؛ حين تركتك ترحلين دون أن أمنعك .
وكنت السوء نفسه ؛ حين نسيتك ؛ وحين قررت أن أجعلك قصة من ضمن قصص الماضى وگأننى أعاقبك.
كان يمكننى أن أعرف غيرك بسهولة ؛ وكنت سأصبح أجمل بالتأكيد ؛ ولكننى قررت الحفاظ على هذا السوء الذى جعلك تفرين وتغادرين غاضبة..الحفاظ على السوء كان درعى الذى يمنعك من العودة مجددا ؛ لأن ذاكرة الخراب أقوى من ذاكرة العاطفة..
لعلك تشكرين الله دوما على هذا الفرار الجميل؛ وهذا الهروب اللطيف ؛ وهذا الرحيل البديع ؛لأنك تستحقين الأفضل ؛ بينما أرفرف أنا وحيدا فى الوحل ؛ وكأننى أطير…
فضاء الوحل واسع وعميق ولكن كيف ستعرفين؟ ؟
سمعت أنك سوف تتزوجين بعد أن ٱختارك شخص غريب ؛ حدثيه عن تجربتك العابرة مع شخص سيء وكئيب ؛ وأنك تركته بمجرد أنك تأكدت من أنه يحبك أكثر مما تتوقعين ؛ وإن هذا أغضبك وأزعجك وجعلك تتمردين؛ أرجو ألا تخبربه ؛ دعيه يظن أنه حبك الأول وأن القليل الذى سيقدمه سيجعلك تفرحين
وعليك أن تشكرى الله على اختيارك الجديد؛ و أنه عوضك بشخص يخلو من مظاهر السوء حتى لو كان حبه أقل ؛ وعاطفته هادئة ؛ وغيرته معتدلة.
أعدك أن أتغير فى حال تخلصت من السوء الذى يلتصق بى مثل ملابسي؛ ومثل ظلى ؛ ومثل ذكرياتى معك..إمرأة ما سوف تنتظرنى
أسجد محمود **الشارع العربي**