رياض فكر

وتبقى ذكريات

الذكريات….
هي الرصيد الحقيقي لحياتنا ، لكل شيء فعلنا مع من نحب ، أخًا ، أمّا ، أبًّا أو شريك حياة .
هي الذاكرة المشتركة بيننا و بين أولادنا و أحبتنا ، رصيد من مواقف وكلمات نحتفظ بها في وجداننا ، هي قصاصات ورق ، سوار قدم المولود في المستشفى .. و تذاكر سينما لأول فلم حضرناه مع من نحب ، ومنديل مطوي طبعت عليه قبلة.

هي صورة أول شخص تقفز إلى الذاكرة حينما نمر في مكان ، أو نجلس في مقهى ما ، و حديث كنا طرف فيه حين لمحنا زجاجة العطر التي بقي بعضها ، مخفية في مكان آمين في صندوق الكنز الخاص بنا .
هي كل ذلك معا ، هي كل الإنفعالات التي تعترينا حينما يتحرك شريطها أمامنا وكأنها تحدث الآن .

حينما تعود هذه الذكريات للذاكرة تبتسم ، تشعر بجمال تلك اللحظة حينما حصلت ، وعندما تذكرتها ، وأنت تحاول تكرارها مرة أخرى .

هي الكنز الذي تعود له حينما تشتد أحزانك ، حينما تفتقد من عشتها معه ، إن الذكريات مثل شريط سينيمائي قمت بتصويره وتركته كما هو ، خامًا ، دون مونتاج ، بالفرح و الضحك ،بالألم والدموع التي رافقت كل ثوانيه ، إن الفرق بين الفيلم السينيمائي وشريط ذكرياتك هو بعد خاص بشريط ذكرياتك ، لا تحمله كل أفلام الدنيا ، هو كم من  المشاعر التي رافقت كل لحظة من لحظات شريط الذكريات.

يمكننا أن نقول إننا ارشيف من اللحظات بكل ما فيه ، من ألم وأمل ، حزن وفرح ، مواقف وتصرفات ، أرشيف متحرك من لحم ودم ومواقف وأحاسيس .
كتبناه على كراسة حياتنا منذ أن بدأت تتشكل ذاكرتنا حتى نصبح نحن ذكرى وجزء من ذاكرة غيرنا .

سليمان_عمر **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى