قصص من الواقع

حب وغربة

#قصةحقيقية
صديقتي حكايتها تشبه قصص الكثيرات ….
كانت في مقتبل الحياة تدرس تحلم بالنجاح، ترسم مخططات لحياتها المستقبلية.. لم تكن تحلم بالمستحيل
تقدم لها شاب ذو خلق طيب، اقتنعت بالنصيب وتزوجت بذاك الشاب الذي سكن فؤادها وصارت ملكة قلبه
كان الحب والوئام بداية قصتهما! وبعد وقت قصير تخلت عن دراستها بسبب الظروف التي حكمت عليها!!

صار مطلبها الوحيد أن تكتمل فرحتها وتسعد بطفل ينسيها تعب الحياة!!ويهديها النجاح الذي كانت تتمناه!!

وفجأة تغيرت الأحوال بسبب الحرب  وتبدلت الظروف، وصار العيش في بلد دمرتها الحرب كابوساً يدمر حياة الشباب شيئا فشيئا ..

فقرر زوجها الرحيل لبلاد أكثر أمناً ليستطيع أن يعمل ويكسب المال ويأخذها إليه بعد وقت قصير …
بدأت رحلة الشقاء معه، الطريق طويل وصعب فيه مخاطر كثيرة… مضت أيام وشهور هاقد مرالعيد ومن بعده عيد ومازال زوجها يحاول ويكرر محاولاته كل مرة تعيش الخوف المميت، وينكسر فؤادها من الخيبة، متى يرتاح بالها ..

خوفها يزيد ففي كل يوم تسمع أخباراً تدمي الفؤاد عن المهاجرين الهاربين من القمع والحرب والفساد …
تنتهي بهم الحياة موتى في الغابات والبحار !!
أرقاماً صاروا طي النسيان
يزداد خوفها من المجهول وتصفعها نظرات الناس لها بعين الشفقة ..
والعبارات التي كانوا يتفوهون بها كانت سهاماً تمزق روحها سيطول الفراق ، وربما تتبدل مشاعر زوجك ربما يلتقي بفتاة تنسيه حبك فالبعيد عن العين بعيد عن الفؤاد!!!
كل يوم كانت تعيش مع صدى أحاديث الناس وزاد خوفها بعد انقطاع أخباره !!
هاهي ذا تنتظر مكالمةً من زوجها فقد انقطعت أخباره وهو في طريقه يقطع الغابات ففي كل محاولة له بالعبور تسهر الليالي تدعو الله  له السلامة والتيسير في الوصول ، لم تعد تتحمل الكثير فأيام الانتظار معها والوقت لايمضي والساعات تمر ثقيلة في فؤادها المذبوح!
مرت أيام  وأيام وشهور وألسنة الناس تضربها بسهام الشك من أن حبيبها تخلى عنها لكن حبها الكبير له وإحساسها الصادق بحبهاما يكذب كل هفوات الناس بكلامهم الطائش…

لم يعد  لها من حل لتصدي كلامهم  سوى الدعاء والرجاء …فكل ليلة تناجي الله بالفرج القريب ووصالها بالحبيب!!

وبعد انتظار كوى فؤادها جائها خبره ..
زوجها مريض في إحدى المشافي ووضعه صعب فقد أتعب المسير جسده النحيل، والجوع والضمأ  تركاه يصارع الموت من أجل الحياة  ..

كم كانت الفرحة وهي تسمع صوته الذي كان بالكاد يسمع  من شدة التعب الذي أصابه في رحلة الشقاء من أجل حياة آمنة بعيدا عن حرب شردت  وهجرت وقتلت الآلاف …. وكم كانت خفقات قلبها تزداد حبا وهو يفصح عن شوقه لها وأنه كان يشعر بدعائها له وأن صورتها لم تفارقه وهو في أشد الهلاك …

نزلت عباراته على قلبها بردا وسلاما بأن الله استجاب لدعائها وان إيمانها بأن حبهما ثابت لا تغيره مجريات الحياة مهما عصفت رياح البعد …
فصارت ترسم خططاً جديدة وتقطع دروباً وتحلم بالحياةالجميلة التي طالما رسماها معا  على أمل اللقاء الذي هو قريب
والرجاء بالله لايخيب !!
صنعت ستاراً بينها وبين ماتسمع من أحاديث وفتحت نافذة الأمل المشع بالحب والوفاء المتجدد كل صباح… تنثر شوقها مع الندى المحمل بالحنين ليتساقط من نافذة زوجها فوق وجنتيه ليحس بوجودها، ويشتم عطرها يفوح في كل مكان فقد انتصر #الحب وخابت كل الظنون ..

#العبرة :

الحب الصادق الأصيل يظل أصيل وإن جرت عليه رياح التغيير

نسرين أحمد#الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى